الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 6124 / 1 ] وقال أبو يعلى الموصلي : ثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي، ثنا حماد، عن الصقعب بن زهير ، عن زيد بن أسلم ، يرده إلى عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: " جاء رجل من الأعراب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه جبة من سيحان مزررة بالذهب، قال: فقام على رأس النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن صاحبكم هذا يرفع كل راع ابن راع، ويضع كل [ ص: 419 ] فارس ابن فارس. قال: فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجامع جبته، وقال: اجلس، فإني أرى عليك ثياب من لا عقل له، ما بعث الله نبيا قبلي إلا وقد رعى. قال: قيل: وأنت يا رسول الله؟ قال: نعم، على القراريط وأنصاف القراريط. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن النبي نوح صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة قال لابنه: إني موصيك بوصية وقاصها عليك آمرك باثنين وأنهاك عن اثنين: آمرك بشهادة أن لا إله إلا الله؛ فإن السموات لو وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة أخرى لرجحت بهن، وإن السموات والأرض لو كن حلقة مبهمة لقصمتهن سبحان الله وبحمده؛ فإنها صلاة كل شيء وبها يرزق كل شيء، وأنهاك عن الشرك والكبر. قال: فقيل: يا رسول الله، هذا الشرك قد عرفناه، فما الكبر؟ هو أن يكون لأحدنا نعلان حسنتان يلبسهما؟ قال: لا أو حلة حسنة يلبسها؟ قال: لا. أو دابة فارهة يركبها؟ قال: لا. أو يكون للرجل أصحاب فيجمعهم إليه، وذكر الطعام؟ قال: لا. قيل: فما الكبر؟! قال: سفه الحق وغمص الناس".

                                                                                                                                                                    [ 6124 / 2 ] رواه البزار : ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، ثنا أبو معاوية الضرير، عن محمد بن إسحاق ، عن عمرو بن دينار ، عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبركم بوصية نوح ابنه؟ قالوا: بلى. قال: أوصى نوح ابنه فقال لابنه: يا بني، إني أوصيك باثنين، وأنهاك عن اثنتين: أوصيك بقول: لا إله إلا الله؛ فإنها لو وضعت في كفة ووضعت السموات والأرض في كفة لرجحت بهن، ولو كانت حلقة لقصمتهن حتى تخلص إلى الله، وتقول: سبحان الله العظيم وبحمده؛ فإنها عبادة الخلق وبها تقطع أرزاقهم، وأنهاك عن اثنتين: الشرك والكبر؛ فإنهما يحجبان عن الله قيل: يا رسول الله، أمن الكبر أن يتخذ الرجل الطعام فيكون عليه الجماعة أو يلبس القميص النظيفة؟ قال: ليس ذلك، إنما الكبر أن تسفه الحق وتغمض الناس".

                                                                                                                                                                    قال البزار : لا نعلم أحدا، رواه عن عمرو بن دينار ، عن ابن عمر إلا ابن إسحاق ، ولا نعلم حدث به عن أبي معاوية إلا إبراهيم بن سعيد.

                                                                                                                                                                    [ 6124 / 3 ] ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ في كتاب المستدرك: من طريق وهب بن جرير ، ثنا أبي، سمعت الصقعب بن زهير ، يحدث عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن [ ص: 420 ] يسار، عن عبد الله بن عمر ، قال: " أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي عليه جبة من طيالسة مكفوفة بالديباج - أو مزررة بالديباج - فقال: إن صاحبكم هذا ... " فذكره بطوله.

                                                                                                                                                                    وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجا للصقعب بن زهير فإنه ثقة قليل الحديث، قال: قال أبو زرعة : ثقة، وهو أخو العلاء بن زهير .

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية