الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    18 - باب ما يقال في دبر الصلوات وحين يأوي إلى فراشه

                                                                                                                                                                    [ 6080 / 1 ] قال الحميدي : ثنا سفيان، ثنا عطاء بن السائب ، عن أبيه، عن علي - رضي الله عنه - " أن فاطمة - رضي الله عنها - أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فقال: أعطيك خادما وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم من الجوع! ألا أخبرك بما هو خير لك منه؛ تسبحين الله ثلاثا وثلاثين، وتحمدين الله ثلاثا وثلاثين، وتكبرين الله أربعا وثلاثين - قال سفيان: إحداهن أربعا وثلاثين - قال علي: فما تركتها منذ سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له: ولا ليلة صفين ؟ قال: ولا ليلة صفين ".

                                                                                                                                                                    [ 6080 / 2 ] رواه أبو بكر بن أبي شيبة : ثنا محمد بن فضيل ، عن عطاء بن السائب ، عن أبيه قال: " أتى علي فاطمة فقال: إني أشتكي صدري مما أمد بالغرب فقالت: وأنا والله إني لأشتكي يدي مما أطحن بالرحى. فقال لها: ائت النبي صلى الله عليه وسلم فقد أتاه سبي، فإنه لعله يخدمك خادما. فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه ثم رجعت إلى علي فقال: ما لك؟ فقالت: والله ما استطعت أن أكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من هيبته. فانطلقا معا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما جاء بكما لقد جاءت بكما حاجة؟ فقال علي: أجل يا رسول الله، شكوت إلى فاطمة مما أمد [ ص: 395 ] بالغرب وشكت إلي يديها مما تطحن بالرحى فأتيناك لتخدمنا خادما مما أتاك من السبي. فقال: لا، ورب الكعبة، ولكن أبيعهم وأنفق أثمانهم على أصحاب الصفة الذين تطوى أكبادهم من الجوع فلا أجد ما أطعمهم به. قال: فلما رجعنا فأخذنا مضاجعنا من الليل أتانا النبي صلى الله عليه وسلم وهما في خميل لهما - والخميل القطيفة البيضاء من الصوف - وكان النبي صلى الله عليه وسلم جهزها بها، وبوسادة محشوة إذخر وقربة، وكان علي وفاطمة حين ردهما وجدا في أنفسهما وشق عليهما، فلما سمعا حس النبي صلى الله عليه وسلم ذهبا ليقوما. فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم : مكانكما. ثم جاء حتى جلس على طرف الخميل، ثم قال: إنكما جئتماني لأخدمكما خادما وإني سأخبركما بما هو خير لكما من الخادم، تسبحان الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وتحمدانه ثلاثا وثلاثين وتكبرانه أربعا وثلاثين إذا أخذتما مضاجعكما من الليل فذلك مائة. قال علي: فما أعلم أني تركتها بعد. فقال له عبد الله بن الكواء: ولا ليلة صفين . فقال له علي: قاتلكم الله يا أهل العراق ، ولا ليلة صفين ".

                                                                                                                                                                    [ 6080 / 3 ] رواه أحمد بن منيع وعبد بن حميد قالا: ثنا يزيد بن هارون ، ثنا العوام بن حوشب ، ثنا عمرو بن مرة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن علي قال: " أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضع قدميه بيني وبين فاطمة، فعلمنا ما نقول إذا أخذنا مضاجعنا: ثلاثا وثلاثين تسبيحة وثلاثا وثلاثين تحميدة وأربعا وثلاثين تكبيرة. قال: فما تركتها بعد. فقال له رجل: ولا ليلة صفين ؟ قال: ولا ليلة صفين .

                                                                                                                                                                    [ 6080 / 4 ] قال عبد بن حميد : وثنا يزيد بن هارون ، أبنا سالم بن عبيد ، عن أبي عبد الله، عن أبي جعفر مولى علي بن أبي طالب أن عليا قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة : سبحي حين تنامين ثلاثا وثلاثين واحمدي ثلاثا وثلاثين وكبري أربعا وثلاثين فهذه مائة، وهي ألف حسنة، من قالها كل ليلة حين ينام فهي خير له من أن يعتق رقبة كل ليلة، وكل عرق في جسده يمحى به عنه سيئة وتكتب له حسنة. قال علي: فما تركتها منذ سمعت فاطمة قالتها لي ولا ليلة صفين ".

                                                                                                                                                                    قلت: هو في الصحيحين وغيرهما بغير هذا اللفظ. [ ص: 396 ]

                                                                                                                                                                    ورواه ابن حبان في صحيحه مختصرا، وسيأتي في الزهد في عيش النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية