الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    11 - باب تعبير الرؤيا

                                                                                                                                                                    [ 6032 / 1 ] قال مسدد : ثنا عبد الله بن داود ، عن طلحة، عن إبراهيم مولانا، عن عبد الله بن شداد ، عن طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه - : " أن ثلاثة نفر من العذريين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل إلى بعض نسائه ولم يكن عندهم شيء فقال: من يكفيهم؟ فقال طلحة: أنا أكفيهم. فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فخرج أحدهم فقتل، ثم بعث سرية أخرى فخرج الثاني فقتل، ثم مرض الثالث فقضي على فراشه فمات، فرآهم طلحة فيما يرى النائم: كان أولهم دخولا الجنة الذي مات على فراشه، ثم الثاني، ثم الثالث الذي قتل أول، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألم تعلم من صلاته وتسبيحه وصومه ومن تكبيره ومن كذا ومن كذا".

                                                                                                                                                                    [ 6032 / 2 ] رواه أبو بكر بن أبي شيبة : ثنا وكيع ، عن طلحة بن يحيى، حدثني إبراهيم بن محمد بن طلحة ، عن عبد الله بن شداد قال: " جاء ثلاثة رهط من بني عذرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من يكفيني هؤلاء؟ فقال طلحة: أنا، فقال: فكانوا عندي، قال: فضرب على الناس بعث، فخرج فيهم أحدهم فاستشهد، ثم مكثوا ما شاء الله، ثم ضرب بعث آخر، فخرج فيه الثاني فاستشهد، قال: وبقي الثالث حتى مات على فراشه، قال طلحة: فرأيت في النوم كأني أدخلت الجنة فرأيتهم أعرفهم بأنسابهم وسيماهم، فإذا الذي مات على فراشه دخل أولهم، وإذا الثاني من المستشهدين على أثره، وإذا أولهم آخرهم قال: فدخلني من ذلك، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس أحد أفضل عند الله - عز وجل - من مؤمن يعمر في الإسلام؛ لتكبيره وتحميده وتسبيحه وتهليله".

                                                                                                                                                                    [ 6032 / 3 ] رواه عبد بن حميد : ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ... فذكره. [ ص: 367 ]

                                                                                                                                                                    [ 6032 / 4 ] ورواه أبو يعلى الموصلي : ثنا القواريري، ثنا عبد الله بن داود ، عن طلحة بن يحيى، عن إبراهيم - قال ابن داود : أراه قال: مولى لنا - عن عبد الله بن شداد ، عن طلحة بن عبيد الله قال: " أتى ثلاثة نفر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يكفيني هؤلاء؟ فكفيتهم، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا فخرج فيهم رجل منهم فقتل، ثم مكث الآخران عندي، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وخرج الآخر فقتل، ثم مكث الآخر عندي فمرض فمات على فراشه، قال طلحة: فرأيتهم في المنام كأن الذي مات على فراشه كان أولهم دخولا إلى الجنة، وآخرهم دخولا الذي قتل أولهم، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وما أنكرت من هذا؟ إن المؤمن (.... ) إلى كذا وكذا تسبيحة".

                                                                                                                                                                    قال ابن داود : هذا معناه.

                                                                                                                                                                    ورواه أحمد بن حنبل في مسنده من طريق عبد الله بن شداد مرسلا كما رواه أبو بكر بن أبي شيبة وعبد بن حميد .

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية