الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 6314 / 1 ] قال أبو داود الطيالسي : وثنا حماد بن سلمة ، أخبرني أبو عمران الجوني، عن رجل، عن عائشة - رضي الله عنها - "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف هو وخديجة شهرا بحراء فوافق ذلك رمضان، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع: السلام عليكم قالت: قال: وقد ظننت أنه فجأة الجن. فقالت: أبشر؛ فإن السلام خير، ثم رأى يوما آخر جبريل - عليه السلام - على الشمس، جناح له بالمشرق وجناح بالمغرب، فهبت منه قالت: فانطلق يريد أهله فإذا هو بجبريل بينه وبين الباب. قال: فكلمني [ ص: 10 ] حتى آنست به، ثم وعدني موعدا فجئت لموعده، واحتبس علي جبريل - عليه السلام - فلما أراد أن يرجع إذا هو به وميكائيل - عليهما السلام - فهبط جبريل إلى الأرض وبقي ميكائيل بين السماء والأرض. قال: فأخذني جبريل - عليه السلام - فصلقني لحلاوة القفا، وشق عن بطني فأخرج منه ما شاء الله، ثم غسله في طست من ذهب، ثم أعاده فيه، ثم كفأني كما يكفأ الإناء، ثم ختم في ظهري حتى وجدت مس الخاتم، ثم قال لي: ( اقرأ باسم ربك ) ولم أقرأ كتابا قط، فأخذ بحلقي حتى أجهشت بالبكاء. قال: ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) ... إلى قوله: ( ما لم يعلم ) قال: فما نسيت شيئا بعد، ثم وزنني برجل فوزنته، ثم وزنني بآخر فوزنته، ثم وزنني بمائة، فقال ميكائيل : تبعته أمته ورب الكعبة. حتى جئت إلى منزلي فما تلقاني حجر ولا شجر إلا قال: السلام عليك يا رسول الله، حتى دخلت على خديجة فقالت: السلام عليك يا رسول الله".

                                                                                                                                                                    [ 6314 / 2 ] رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة قال: ثنا داود بن المحبر ، ثنا حماد، عن أبي عمران الجوني، عن يزيد بن بابنوس، عن عائشة "أن النبي صلى الله عليه وسلم نذر أن يعتكف شهرا هو وخديجة بحراء، فوافق ذلك شهر رمضان، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فسمع: السلام عليك. قال: فظننتها فجأة الجن، فجئت مسرعا حتى دخلت على خديجة فسجتني ثوبا وقالت: ما شأنك يا ابن عبد الله؟ قلت: سمعت السلام عليك فظننتها فجأة الجن. فقالت: أبشر يا ابن عبد الله، فإن السلام عليك خير. قال: ثم خرجت مرة أخرى، فإذا جبريل على الشمس، جناح له بالمشرق وجناح له بالمغرب. قال: فهبت منه، فجئت مسرعا، فإذا هو بيني وبين الباب، فكلمني حتى آنست به، ثم أوعدني موعدا، فجئت إليه فأبطأ علي، فأردت أن أرجع، فإذا أنا به وميكائيل قد سد الأفق، فهبط جبريل، وبقي ميكائيل بين السماء والأرض، فأخذني جبريل فسلقني لحلاوة القفا، ثم شق عن قلبي، فاستخرجه، ثم استخرج منه ما شاء الله أن يستخرج، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم أعاده مكانه، ثم لأمه، ثم أكفأني كما يكفأ الأديم أو الآنية، ثم ختم في ظهري حتى وجدت مس الخاتم في قلبي، ثم قال: اقرأ. قلت: ما قرأت كتابا قط، فلم أدر ما أقرأ.

                                                                                                                                                                    [ ص: 11 ] ثم قال: اقرأ. فقلت: ما أقرأ؟ فقال: ( اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم ) حتى انتهى إلى خمس آيات منها، فما نسيت شيئا بعد، ثم وزنني برجل فوزنته، ثم وزنني بآخر فوزنته حتى وزنت بمائة رجل. فقال ميكائيل من فوقه: تبعته أمته ورب الكعبة، ثم أقبلت فجعلت لا يلقاني حجر ولا شجر إلا قال: السلام عليك يا رسول الله، حتى دخلت على خديجة فقالت: السلام عليك يا رسول الله".


                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية