الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    13 - باب فيما كان عند أهل الكتاب في أمر نبوته صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                                                    [ 6340 ] قال أبو داود الطيالسي : ثنا عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب ، حدثني ابن عباس رضي الله عنهما - قال: "حضرت عصابة من اليهود يوما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، حدثنا عن خلال نسألك عنها، لا يعلمها إلا نبي. قال: سلوني عما شئتم، ولكن اجعلوا لي ذمة الله ومأخذ يعقوب على بنيه إن أنا حدثتكم بشيء تعرفونه لتبايعني على الإسلام. قالوا: فلك ذلك. قال: فسلوني عما شئتم. قالوا: أخبرنا عن أربع خلال نسألك عنها: أخبرنا عن الطعام الذي حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة، وأخبرنا عن ماء المرأة من ماء الرجل، وكيف يكون الذكر منه حتى يكون ذكرا، وكيف تكون الأنثى منه حتى تكون أنثى؟ وأخبرنا كيف هذا النبي في النوم، ومن يليه من الملائكة؟ قال: فعليكم عهد الله لئن أنا حدثتكم لتبايعني. فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق، وقال: أنشدكم الله الذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن إسرائيل يعقوب مرض مرضا شديدا وطال سقمه منه، فنذر لله نذرا لئن شفاه من سقمه ليحرمن أحب الشراب إليه، وأحب الطعام إليه، فكان أحب الشراب إليه ألبان الإبل، وكان أحب الطعام إليه لحمان الإبل؟ قالوا: اللهم نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم اشهد عليهم. قال: فأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن ماء الرجل غليظ أبيض، وأن ماء المرأة أصفر رقيق، فأيهما علا كان له الولد والشبه بإذن الله، وإن علا ماء الرجل ماء المرأة كان ذكرا بإذن الله، وإن علا ماء المرأة ماء الرجل كانت أنثى بإذن الله؟ قالوا: اللهم نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم اشهد. قال: فأنشدكم بالله الذي أنزل [ ص: 34 ] التوراة على موسى هل تعلمون أني هذا الذي تنام عيناه ولا ينام قلبه؟ قالوا: اللهم نعم. قال: اللهم اشهد عليهم. قالوا: أنت الآن، حدثنا من وليك من الملائكة فعندها نجامعك أو نفارقك؟ قال: وليي جبريل - عليه السلام - ولم يبعث الله نبيا قط إلا وهو وليه. قالوا: فعندها نفارقك، لو كان وليك غيره من الملائكة لبايعناك وصدقناك. قال: فما يمنعكم أن تصدقوه؟ قالوا: إنه عدونا من الملائكة، فأنزل الله - عز وجل - : ( من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله ) ... إلى آخر الآية، ونزلت ( فباؤوا بغضب على غضب ) .

                                                                                                                                                                    هذا إسناد حسن.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية