الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 6466 ] قال إسحاق بن راهويه وأبو بكر بن أبي شيبة وعبد بن حميد والدارمي: ثنا عبيد الله بن موسى، أبنا إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصفراء، عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه قال: "خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فكان لا يأتي البراز حتى يغيب فلا يرى، فنزلنا بأرض فلاة ليس فيها شجر ولا علم فقال لي: يا جابر، انطلق اجعل في الإداوة ماء، ثم انطلق بنا حتى لا نرى. قال: فإذا هو بشجرتين بينهما أذرع فقال لي: يا جابر، انطلق إلى هاتين الشجرتين فقل لهما: يأمركما رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تجتمعا حتى أجلس خلفكما، فجاءتا فجلس خلفهما، ثم رجعتا إلى مكانهما، قال: فركبنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا كأنما على رؤوسنا الطير تظلنا، فعرضت لنا امرأة معها صبي لها فقالت: يا رسول الله، هذا الصبي يأخذه الشيطان في كل يوم ثلاث مرات. قال: فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أخذ الصبي فحمله بينه وبين مقدم الرحل، ثم قال: اخسأ عدو الله، أنا رسول الله، ثم دفع الصبي إليها، فلما قضينا مسيرنا مررنا بذلك المكان عرضت لنا المرأة وصبيها ومعها كبشان. فقالت: يا رسول الله، اقبل مني هذين، فوالذي بعثك بالحق ما عاد إليه بعد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا أحدهما وردوا الآخر. قال: ثم سار رسول الله صلى الله عليه وسلم وسرنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا كأنما على رؤوسنا الطير تظلنا، فإذا جمل ناد فجاء حتى خر بين السماطين ساجدا فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال للناس: من صاحب هذا الجمل؟ قال فتية من الأنصار: هو لنا يا رسول الله. قال: فما شأنه؟ قالوا: استقينا عليه عشرين سنة فكانت له شحيمة فأردنا أن ننحره، ونقسمه بين غلماننا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فبيعونيه. قالوا: بل هو لك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما لا فأحسنوا إليه حتى يأتيه أجله. قالوا: يا رسول الله، نحن أولى بالسجود لك من البهائم. فقال: لو كان ينبغي أن يسجد بشر لأحد كان النساء لأزواجهن".

                                                                                                                                                                    رواه البيهقي في دلائل النبوة مطولا جدا من طريق إسماعيل به.

                                                                                                                                                                    قلت: إسماعيل سيئ الحفظ، وقد ذكر الدارقطني أنه تفرد بهذا الحديث بطوله، وأخرج أبو داود وابن ماجه منه في الطهارة: "كان إذا أراد البراز انطلق حتى لا يراه أحد" حسب. [ ص: 100 ]

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية