الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 6989 ] وعن ثابت، عن أنس بن مالك رضي الله عنه "وكتب كتابا بين أهله فقال: اشهدوا معشر القراء، قال ثابت: فكأني كرهت ذاك، فقلت: يا أبا حمزة لو سميتهم بأسمائهم، قال: وما بأس أن أقول لكم، أفلا أحدثكم عن إخوانكم الذين كنا نسميهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم القراء؟! فذكر أنهم كانوا سبعين، فكانوا إذا جنهم الليل انطلقوا إلى معلم لهم بالمدينة يدرسون فيه القرآن حتى يصبحون، فإذا أصبحوا فمن كانت له قوة [ ص: 335 ] استعذب من الماء وأصاب من الحطب، ومن كانت عنده سعة اشتروا الشاة فأصلحوها فيصبح معلقا بحجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصيب خبيب بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوا على حي من بني سليم، وفيهم خالي حرام، فقال لأميرهم: دعني فلنخبرهم أنا لسنا إياهم نريد حتى يخلوا وجهنا، فقال لهم حرام: إنا لسنا إياكم نريد فخلوا وجهنا، فاستقبله رجل برمح فأنفذه به، فلما وجد الرمح في جوفه قال: الله أكبر، فزت ورب الكعبة، قال: فانطووا عليهم، فما بقي منهم أحد.

                                                                                                                                                                    قال أنس: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد على شيء قط وجده عليهم، قال: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما صلى الغداة رفع يديه ودعا لهم - أو عليهم - فلما كان بعد ذلك إذا أبو طلحة يقول لي: هل لك في قاتل حرام، قال: قلت: ما له؟ فعل الله به وفعل، فقال: مهلا؛ فإنه قد أسلم".


                                                                                                                                                                    رواه أحمد بن منيع ، ورواته ثقات.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية