الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    55 - مناقب جليبيب رضي الله عنه .

                                                                                                                                                                    [ 6818 ] عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه: "أن جليبيبا كان يدخل على النساء، يمر بهن ويلاعبهن، فقلت لامرأتي: لا يدخلن عليكن جليبيب فإنه إن دخل عليكن لأفعلن ولأفعلن.

                                                                                                                                                                    قال: وكانت الأنصار إذا كان لأحدهم أيم لم يزوجها حتى يعلم هل للنبي صلى الله عليه وسلم فيها حاجة أم لا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من الأنصار: زوجني ابنتك، قال: نعم، وكرامة يا رسول الله ونعمة عين، قال: إني لست أريدها لنفسي، قال: فلمن يا رسول الله؟ قال: لجليبيب، قال: أشاور أمها، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ابنتك، قالت: نعم ونعمة عين، فقال: إنه ليس يخطبها لنفسه إنما يخطبها لجليبيب، فقالت: أجليبيب (ابنة)! أجليبيب ابنة! أجليبيب ابنة؟ لا، لعمر الله لا نزوجه، فلما أراد أن يقوم ليأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخبر بما قالت أمها قالت الجارية: من خطبني إليكم؟ فأخبرتها أمها، فقالت: أتردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره؟! ادفعوني إليه فإنه لن يضيعني.

                                                                                                                                                                    فانطلق أبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: شأنك بها، فزوجها جليبيبا، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة له، قال: فلما أفاء الله - عز وجل - عليه قال لأصحابه: هل تفقدون من أحد؟ قالوا: لا، قال: لكني أفقد جليبيبا، قال: فطلبوه فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه، فقالوا: يا رسول الله، ها هو ذا إلى جنب سبعة قتلهم ثم قتلوه، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قتل سبعة [ ص: 265 ] وقتلوه، هذا مني وأنا منه - مرتين أو ثلاثا - ثم وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ساعديه، وحفر له، ما له سرير إلا ساعدا النبي صلى الله عليه وسلم ثم وضعه في قبره، ولم يذكر أنه غسله. قال ثابت: فما كان في الأنصار أيم أنفق منها.


                                                                                                                                                                    وحدث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ثابتا قال: هل تعلم ما دعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: اللهم صب عليها الخير صبا، ولا تجعل عيشها كدا كدا، قال: فما كان في الأنصار أيم أنفق منها".

                                                                                                                                                                    رواه أحمد بن حنبل واللفظ له، وأبو يعلى بنحوه، وعنه ابن حبان في صحيحه، ورواه مسلم والنسائي مختصرا.

                                                                                                                                                                    وله شاهد من حديث أنس، وتقدم في كتاب النكاح في باب الاستئمار.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية