الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 6589 ] وعنه: "أن رجلا من بني زهرة لقي عمر قبل أن يسلم وهو متقلد السيف فقال له: أين تعمد يا عمر؟ فقال: أريد أن أقتل محمدا قال: وكيف تأمن في بني هاشم - أو بني زهرة - وقد قتلت محمدا؟ قال: ما أراك إلا قد صبوت وتركت دينك الذي أنت عليه. قال: أفلا أدلك على العجب يا عمر؟ إن ختنك وأختك قد صبوا وتركا دينهما الذي هما عليه، قال: فمشى إليهما ذامرا - قال إسحاق: يعني: متغضبا - حتى دنا من الباب، قال: وعندهما رجل يقال له: خباب يقرئهما سورة "طه" قال: فلما سمع خباب حس عمر دخل تحت سرير لهما فقال: ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم؟ قالا: ما عندنا حديث، تحدثنا بيننا. فقال: لعلكما صبوتما وتركتما دينكما الذي أنتما عليه. فقال ختنه: يا عمر، أرأيت إن كان الحق في غير دينك. قال: فأقبل على ختنه فوطئه وطئا شديدا. قال: فدفعته أخته عن زوجها، فضرب وجهها فدمي وجهها قال: فقالت له: أرأيت إن كان الحق في غير دينك أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله؟ قال: فقال عمر: أروني هذا الكتاب الذي كنتم تقرؤون. قال: وكان عمر - يعني: ابن الخطاب - يقرأ الكتب. قال: فقالت أخته: لا، أنت رجس أعطنا موثقا من الله لتردنه علينا، وقم فاغتسل وتوضأ. قال: ففعل. قال: فقرأ عمر: ( طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) ... إلى قوله: ( إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري إن الساعة آتية أكاد أخفيها ) قال: فقال عمر: دلوني على محمد صلى الله عليه وسلم . قال: فلما سمع خباب قول عمر: دلوني على محمد صلى الله عليه وسلم خرج إليه فقال: أبشر يا عمر فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لك عشية الخميس: اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام. قال: فقالوا: هو في الدار التي في أصل الصفا - قال إسحاق: يعني: النبي صلى الله عليه وسلم يوحى إليه. فانطلق عمر، وعلى الباب حمزة بن عبد المطلب وأناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: فلما رأى حمزة وجل القوم من عمر قال: نعم، فهذا عمر، فإن يرد الله به خيرا يسلم ويتبع النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن يكن غير ذلك يكن قتله علينا هينا. قال: فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف فقال: ما أنت منتهي يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة، اللهم هذا عمر بن الخطاب، اللهم أعز الدين بعمر. فقال عمر: أشهد أنك رسول الله. فأسلم، ثم قال: اخرج يا رسول الله".

                                                                                                                                                                    رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف؛ لضعف القاسم بن عثمان البصري.

                                                                                                                                                                    [ ص: 167 ]

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية