الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    11 - باب في اختصام الجن المؤمنين إليه صلى الله عليه وسلم وحكمه عليهم

                                                                                                                                                                    [ 6337 ] قال أبو يعلى الموصلي : ثنا أبو خيثمة، ثنا وكيع، ثنا أبي، عن أبي فزارة، عن أبي زيد مولى عمرو بن حريث، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليلة الجن: هل عندك طهور؟ قال: لا، إلا شيء من نبيذ في إداوة. فقال: هاته تمرة طيبة وماء طهور".

                                                                                                                                                                    [ 6337 / 2 ] رواه أحمد بن حنبل : ثنا يعقوب، ثنا أبي، عن أبي إسحاق، حدثني أبو عميس عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود ، عن أبي فزارة، عن أبي زيد مولى عمرو بن حريث المخزومي، عن عبد الله بن مسعود قال: "بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وهو في نفر من أصحابه إذ قال: ليقم معي رجل منكم، ولا يقومن معي رجل في قلبه من الغش مثقال ذرة. قال: فقمت معه فأخذت الإداوة ولا أحسبها إلا ماء، فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بأعلى مكة رأيت أسودة مجتمعة، قال: فخط لي رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا، ثم قال: قم ها هنا حتى آتيك. قال: فقمت ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فرأيتهم يثورون إليه، قال: فسمر معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا طويلا حتى جاءني مع الفجر، فقال: ما زلت قائما يا ابن مسعود؟! فقلت: يا رسول الله، ألم تقل لي: قم حتى آتيك.

                                                                                                                                                                    [ ص: 31 ] قال: ثم قال لي: هل معك من وضوء؟ قال: فقلت: نعم ففتحت الإداوة، فإذا هو نبيذ. قال: فقلت: يا رسول الله، والله لقد أخذت الإداوة ولا أحسبها إلا ماء فإذا هو نبيذ. قال: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : تمرة طيبة وماء طهور. قال: ثم توضأ منها، فلما قام يصلي أدركه شخصان منهم قالا له: يا رسول الله، إنا نحب أن تؤمنا في صلاتنا. قال: فصفهما رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه ثم صلى بنا فلما انصرف. قلت: من هؤلاء يا رسول الله؟ قال: هؤلاء جن نصيبين جاؤوني يختصمون إلي في أمور كانت بينهم، وقد سألوني الزاد فزودتهم. قال: فقلت: هل عندك يا رسول الله شيء تزودهم إياه؟! قال: فقال: قد زودتهم الرجعة، وما وجدوا من روث وجدوه شعيرا، وما وجدوا من عظم وجدوه كاسيا. قال: وعند ذلك نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن يستطاب بالروث والعظم".


                                                                                                                                                                    [ 6337 / 3 ] قلت: رواه أبو داود في سننه: بلفظ: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن: ما في إداوتك - أو ركوتك؟ قال: نبيذ. قال: تمرة طيبة وماء طهور".

                                                                                                                                                                    [ 6337 / 4 ] وكذا رواه الترمذي وزاد: "فتوضأ منه".

                                                                                                                                                                    وقال: إنما روي هذا الحديث عن أبي زيد، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو زيد رجل مجهول عند أهل الحديث، لا يعرف له كثير حديث غير هذا الحديث.

                                                                                                                                                                    ثم رواه البيهقي من طريق أبي فزارة به... فذكره مطولا جدا، وقال: قال البخاري: أبو زيد هذا مجهول، لا يعرف بصحبة عبد الله بن مسعود .

                                                                                                                                                                    وتقدم في كتاب الطهارة.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية