الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 6459 / 1 ] وقال محمد بن يحيى بن أبي عمر : ثنا بشر، ثنا حماد بن سلمة ، أبنا ثابت، عن أنس قال: "كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هاجر، وكان أبو بكر يعرف الطريق ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرف. قال: فيمر بالقوم فيقولون: يا أبا بكر من هذا الفتى أمامك؟ قال: هذا يهديني السبيل. فلما دنوا من المدينة نزلا بالحرة فأرسل إلى الأنصار فجاؤوا فقالوا: قوما آمنين مطاعين. قال أنس: فوالله ما رأيت [ ص: 95 ] يوما قط أضوأ ولا أنور ولا أحسن من يوم دخل علينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما رأيت يوما قط أظلم ولا أقبح من يوم مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ".

                                                                                                                                                                    [ 6459 / 2 ] رواه أبو بكر بن أبي شيبة : ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة ، أبنا ثابت، عن أنس: "أن أبا بكر كان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وكان أبو بكر يختلف إلى الشام، فكان يعرف، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فكانوا يقولون: يا أبا بكر، من هذا الغلام بين يديك؟ قال: هذا هاد يهديني السبيل. فلما دنوا من المدينة نزلوا الحرة، وبعث إلى الأنصار فجاؤوا. قال: فشهدته يوم دخل المدينة فما رأيت يوما أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه، وشهدته يوم موته فما رأيت يوما كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه صلى الله عليه وسلم ".

                                                                                                                                                                    [ 6459 / 3 ] ورواه أحمد بن منيع : ثنا يزيد، أبنا حماد بن سلمة ، عن ثابت، عن أنس قال: "ما رأيت يوما قط أنور ولا أحسن من يوم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر المدينة، وشهدت وفاته فما رأيت يوما أظلم، ولا أقبح من اليوم الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ".

                                                                                                                                                                    [ 6459 / 4 ] قال: وثنا أبو النضر، ثنا سليمان، عن ثابت، عن أنس قال: "إني لأسعى مع الغلمان يقولون: جاء محمد صلى الله عليه وسلم فأسعى فلا أرى شيئا، ثم يقولون: جاء محمد صلى الله عليه وسلم جاء محمد صلى الله عليه وسلم فأسعى فلا أرى شيئا، حتى جاء محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر رضي الله عنه فكنا في بعض حرار المدينة، ثم بعثنا رجلا من البادية ليؤذن لهما الأنصار، فاستقبلهما زهاء خمسمائة من الأنصار حتى انتهوا إليهما فقالت الأنصار: انطلقا آمنين مطاعين، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه بين أظهرهم، فخرج أهل المدينة حتى العواتق يتراءينه يقلن: أيهم هو؟ أيهم هو؟ قال: فما رأيت منظرا شبيها قبل يومئذ. قال: فلقد رأيته يوم دخل علينا ويوم قبض، فلم أر يومين شبيها بهما".

                                                                                                                                                                    [ 6459 / 5 ] ورواه عبد بن حميد : أخبرني أبو الوليد، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا ثابت، عن أنس قال: "لما كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي قبض فيه أو مات فيه أظلم منها كل شيء. قال: وإنا لفي دفنه ما رفعنا أيدينا عن دفنه حتى أنكرنا قلوبنا". [ ص: 96 ]

                                                                                                                                                                    [ 6459 / 6 ] ورواه ابن حبان في صحيحه: أبنا الحسن بن سفيان، ثنا بشر بن هلال، ثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت... فذكر نحو حديث عبد بن حميد.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية