الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 7297 / 1 ] وعن ابن عمر رضي الله عنهما - قال: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة، فجاء رجل من الأنصار فقال: يا نبي الله، من أكيس وأحذر؟ قال: أكثرهم للموت ذكرا، وأشدهم استعدادا للموت قبل نزول الموت، أولئك هم الأكياس، ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة.

                                                                                                                                                                    [ 7297 / 2 ] وفي رواية: قال ابن عمر: "كنت عاشر عشرة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فتى من الأنصار فقال: يا رسول الله، أي المؤمنين أفضل؟ قال: أحسنهم خلقا.

                                                                                                                                                                    قال: فأي المؤمنين أكيس؟ قال: أكثرهم للموت ذكرا، وأحسنهم استعدادا قبل أن ينزل به، أولئك الأكياس.

                                                                                                                                                                    قال: ثم إن الفتى جلس، فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا معشر المهاجرين، خصال خمس إذا نزلن بكم وأدركتموهن - وأعوذ بالله أن تدركوهن - : لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم [ ص: 446 ] الذين مضوا قبلهم، ولا انتقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة، وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم، فأخذ بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بما أنزل الله وتخيروا فيما أنزل الله - عز وجل - إلا جعل الله بأسهم بينهم.

                                                                                                                                                                    ثم أمر نبي الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن عوف أن يتجهز لسرية يبعثه عليها، فأصبح عبد الرحمن وقد اعتم بعمامة كرابيس سوداء، فنقضها النبي صلى الله عليه وسلم وعممه وأرخى من خلفه أربع أصابع، أو قريبا من شبر، ثم قال: هكذا فاعتم يا ابن عوف؛ فإنه أعرف وأحسن.

                                                                                                                                                                    ثم أمر بلالا فرفع إليه اللواء، فعقده، ثم قال: خذ يا ابن عوف، فسم الله، واغزوا في سبيل الله، فقاتلوا من كفر بالله، لا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا (دابة) فهذا عهد الله فيكم، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.


                                                                                                                                                                    رواه أبو يعلى بسند رواته ثقات، وابن أبي الدنيا والطبراني في الصغير، والبيهقي في الزهد، ورواه الترمذي وحسنه، وابن ماجه مختصرا، ولقصة الزكاة شاهد من حديث بريدة بن الحصيب، وتقدم في أول كتاب الزكاة، ولقصة العمامة شاهد من حديث علي بن أبي طالب، وتقدم في كتاب اللباس.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية