الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 7338 ] وإسحاق بن راهويه ، وأبو يعلى الموصلي ، ولفظهما: عن محمد بن كعب قال: حدثني من سمع علي بن أبي طالب يحدث قال: "خرجت في غداة شاتية من بيتي جائعا إذ لقيني البرد، فأخذت إهابا معلوفا قد كان عندنا فجئته، ثم أدخلته في عنقي، ثم حزمته على صدري أستدفئ به، والله ما بقي في بيتي شيء آكل منه، ولو كان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم شيء لبلغني، فخرجت في بعض نواحي المدينة، فاطلعت إلى يهودي في حائطه من ثغرة جداره، فقال: ما لك يا أعرابي؟ هل لك في كل دلو بتمرة؟ قال: نعم، فافتتح الحائط، ففتح لي، فدخلت فجعلت أنزع دلوا ويعطيني تمرة حتى إذا امتلأت كفي قلت: حسبي منك الآن، فأكلتهن، ثم كرعت من الماء، ثم جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجلست إليه في المسجد وهو في عصابة من أصحابه، فاطلع علينا مصعب بن عمير في بردة له مرقوعة بفروة، وكان أنعم غلمان مكة وأرفهه عيشا، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر ما كان فيه من النعيم، ورأى حاله التي هو عليها فذرفت عيناه فبكى، ثم قال: كيف إذا غدا أحدكم في حلة وراح في أخرى؟! وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة؟! قلنا: نحن يومئذ خير نكفى المؤنة، ونتفرغ للعبادة، قال: أنتم اليوم خير منكم يومئذ".

                                                                                                                                                                    [ ص: 460 ] وروى أحمد بن حنبل من طريق مجاهد عن علي بعض قصة التمر.

                                                                                                                                                                    ورواه الترمذي مختصرا ولم يسم الراوي عن علي، وقال: هذا حديث حسن غريب.

                                                                                                                                                                    وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب، وتقدم في كتاب الذكر في باب ما يقال في دبر الصلوات وعند النوم.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية