الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    109 - مناقب عمار بن ياسر رضي الله عنه تقدم حديث حذيفة وغيره في باب ما اشترك أبو بكر وغيره فيه من الفضل، وحديث عمرو بن العاص، وتقدم في مناقب عبد الله بن مسعود ، وحديث محمد بن علي عن أبيه عن جده، وتقدم في مناقب علي بن أبي طالب، وستأتي جملة أحاديث من مناقبه في كتاب الفتن في باب ما كان في زمن علي بن أبي طالب.

                                                                                                                                                                    [ 6889 / 1 ] وعن الأشتر قال: "كان بين عمار وخالد بن الوليد كلام، فشكا عمار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا خالد، إنه من يعاد عمارا يعاديه الله، ومن يبغضه يبغضه الله - عز وجل - ومن يسب عمارا يسبه الله".

                                                                                                                                                                    رواه أبو داود الطيالسي .

                                                                                                                                                                    [ 6889 / 2 ] وأبو بكر بن أبي شيبة ولفظه: "قال خالد بن الوليد: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فأصبنا أهل بيت كانوا وحدوا، فقال عمار: قد احتجز هؤلاء منا [ ص: 294 ] بتوحيدهم، فلم ألتفت إلى قول عمار، فقال: أما لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قدمنا عليه شكاني إليه، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم لا ينصره مني قام وعيناه تدمعان، فرده، وقال: يا خالد، لا تسب عمارا؛ فإنه من يسب عمارا يسبه الله، ومن يسفه عمارا يسفهه الله، ومن ينتقص عمارا، ينتقصه الله.

                                                                                                                                                                    فقال خالد: أستغفر الله يا رسول الله، فوالله ما يمنعني أن أجيبه إلا تسفيهي إياه.

                                                                                                                                                                    قال خالد: فما من ذنوبي شيئا أخوف عندي من تسفيهي عمارا".


                                                                                                                                                                    [ 6889 / 3 ] ورواه أبو يعلى ولفظه: عن الأشتر قال: "ابتدأنا خالد بن الوليد من غير أن نسأله، قال: ما عملت عملا أخوف عندي أن يدخلني النار من شأن عمار، قال: قلنا: يا أبا سليمان وما هو؟ قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه إلى حي من العرب، فأصبتهم ومنهم أهل بيت مسلمين، فكلمني عمار في أناس من أصحابه فلم أرسلهم، فقلت: لا، حتى آتي بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن شاء أرسلهم وإن شاء صنع بهم ما أراد.

                                                                                                                                                                    فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم واستأذن عمار فدخل، فقال: يا رسول الله، ألم تر إلى خالد فعل وفعل ..."
                                                                                                                                                                    فذكره.

                                                                                                                                                                    ورواه النسائي في الكبرى.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية