الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 6662 / 1 ] وعن عمرو بن ميمون قال: "إني لجالس عند ابن عباس رضي الله عنهما - إذ أتاه تسعة رهط فقالوا: يا أبا العباس، إما أن تقوم معنا، وإما أن تخلونا بهؤلاء. قال: [ ص: 196 ] فقال ابن عباس : بل أقوم معكم. قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى، فابتدروا فتحدثوا، فلا أدري ما قالوا، فجاء ينفض ثوبه ويقول: إن أولئك وقعوا في رجل له عشرة: قال له النبي صلى الله عليه وسلم لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا، يحب الله ورسوله فاستشرف لها من استشرف فقال: أين علي؟ قال: هو في الرحا يطحن. قال: وما كان يعني أحدكم ليطحن؟ قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر. قال: فنفث في عينيه ثلاثا ثم هز الراية فأعطاها إياه، فجاء بصفية بنت حيي ثم بعث أبا بكر بسورة التوبة فبعث عليا خلفه، فأخذها منه فقال أبو بكر: لعل الله ورسوله؟ قال: لا، ولكن لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه. وقال لبني عمه: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال: وعلي معهم جالس فقال علي: أنا وليك في الدنيا والآخرة. فقال: أنت وليي في الدنيا والآخرة. ثم قال: أقبل على رجل رجل فقال: أيكم وليي في الدنيا والآخرة؟ فقال علي: أنا وليك في الدنيا والآخرة. فقال: أنت. وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه على علي وفاطمة وحسن وحسين وقال: ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) قال: وشرى علي نفسه لبس ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نام مكانه، وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فجاء أبو بكر وعلي نائم فحسب أنه نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله. فقال له علي: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد انطلق نحو بئر ميمونة فأدركه. قال: فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار، قال: وجعل علي يرمي بالحجارة كما كان يرمي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتضور قد لف رأسه بثوب لا يخرجه حتى أصبح كشف عن رأسه فقالوا: إنك للئيم كان صاحبك يرميه فلا يتضور، وأنت تتضور وقد استنكرنا ذلك، قال: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فقال له علي: أخرج معك. قال: فقال له نبي الله: لا. قال: فبكى علي. قال: فقال له: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفة من بعدي. قال: وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنت ولي كل مؤمن بعدي. وسد أبواب المسجد غير باب علي، فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره. قال: وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

                                                                                                                                                                    [ ص: 197 ] قال: وقال ابن عباس: وقد أخبرنا الله - عز وجل - في القرآن أنه رضي عن أصحاب الشجرة فعلم ما في قلوبهم فهل حدثنا أنه سخط عليهم بعد. قال: وقال نبي الله صلى الله عليه وسلم لعمر حين قال: ائذن لي فأضرب عنقه - قال زهير: يعني: حاطبا - قال: وكنت فاعلا، ما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم".


                                                                                                                                                                    رواه أبو يعلى واللفظ له وأحمد بن حنبل .

                                                                                                                                                                    [ 6662 / 2 ] ورواه الحاكم وصححه ولفظه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيكم يتولاني في الدنيا والآخرة؟ فقال لكل رجل منهم: أتتولاني في الدنيا والآخرة؟ فقال: لا. حتى مر على أكثرهم، فقال علي: أنا أتولاك في الدنيا والآخرة. فقال: أنت وليي في الدنيا والآخرة".

                                                                                                                                                                    [ 6662 / 3 ] ورواه الترمذي مختصرا جدا ولفظه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بسد الأبواب إلا باب علي".

                                                                                                                                                                    وقال: هذا حديث غريب.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية