الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            22 - كتاب القصاص.

                                                                            باب تحريم القتل.

                                                                            قال الله سبحانه وتعالى: ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ) .

                                                                            قال سعيد بن جبير : سألت ابن عباس عن قوله عز وجل: ( فجزاؤه جهنم ) قال: "لا توبة له" ، وعن قوله سبحانه وتعالى: ( لا يدعون مع الله إلها آخر ) فقال: كانت هذه في الجاهلية.

                                                                            وقال مجاهد في قوله سبحانه وتعالى: ( فجزاؤه [ ص: 146 ] جهنم ) .

                                                                            قال: " إلا من ندم" .

                                                                            وقال عز وجل: ( إن قتلهم كان خطئا كبيرا ) ، يقال: خطئ في معنى أخطأ، قال الأزهري : الخطيئة والخطأ: الإثم، يقال: خطئ: إذا تعمد، وأخطأ: إذا لم يتعمد، والخطأ: الاسم يقوم مقام الإخطاء، وهو ضد الصواب، وفيه لغتان: القصر، وهو جيد، والمد وهو قليل، وهو قوله سبحانه وتعالى: ( والمؤتفكات بالخاطئة ) [ ص: 147 ] أي: بالخطأ العظيم، مصدر جاء على فاعلة، والخطيئة على فعيلة، كالنفيعة: بمعنى النفع، والعذيرة: بمعنى العذر.

                                                                            وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس ".

                                                                            2517 - أخبرنا أبو حامد أحمد بن عبد الله بن أحمد الصالحي ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، أنا حاجب بن أحمد الطوسي ، نا محمد بن حماد ، نا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن مرة ، عن مسروق ، عن عبد الله ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يحل دم امرئ يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة " .

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد ، عن عمر بن حفص ، [ ص: 148 ] عن أبيه، وأخرجه مسلم ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن حفص بن غياث ، وأبي معاوية ، ووكيع ، كل عن الأعمش .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية