الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            2534 - أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الكسائي ، أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال ، أنا أبو العباس الأصم .

                                                                            ح، وأنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، ومحمد بن أحمد العارف ، قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، نا أبو العباس الأصم ، أنا الربيع ، أنا الشافعي ، أنا ابن عيينة ، عن عبد الملك بن سعيد بن أبجر ، عن إياد بن لقيط ، عن أبي رمثة ، قال: دخلت مع أبي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرأى أبي الذي بظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: دعني أعالج الذي بظهرك، فإني طبيب .

                                                                            فقال: " أنت رفيق " .

                                                                            وقال [ ص: 182 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من هذا معك؟ " ، قال: ابني أشهد به.

                                                                            فقال: " أما إنه لا يجني عليك ولا تجني عليه "
                                                                            .

                                                                            ورواه أحمد بن حنبل ، عن سفيان بن عيينة ، بهذا الإسناد، وقال: " أنت رفيق، والله الطبيب " .

                                                                            قوله: "أنت رفيق" ، معناه: أنك ترفق بالمريض، فتحميه ما تخشى أن لا يحتمله بدنه، وتطعمه ما ترى أنه أرفق به، والطبيب: هو العالم بحقيقة الداء والدواء، والقادر على الصحة والشفاء، وليس ذلك إلا الله الواحد القهار، ثم تسمية الله سبحانه وتعالى به، أن يذكر في حال الاستشفاء، مثل أن يقول: اللهم أنت المصح والممرض، والمداوي، والطبيب، ونحو ذلك، فأما أن تقول: يا طبيب افعل كذا، كما تقول: يا حليم، يا رحيم، فإن ذلك مفارق لأدب الدعاء.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية