الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            2578 - أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر بن محمد ، نا عبد الغافر بن محمد ، أنا محمد بن عيسى الجلودي ، نا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، نا مسلم بن الحجاج ، حدثني زهير بن حرب ، نا جرير ، عن سهيل ، عن أبيه، عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا " .

                                                                            هذا حديث صحيح [ ص: 272 ] قوله: "كاسيات عاريات" يريد اللائي يلبسن ثيابا رقاقا تصف ما تحتها، فهن كاسيات في الظاهر، عاريات في الحقيقة.

                                                                            وقيل: هن اللائي يسدلن الخمر من ورائهن، فتنكشف صدورهن، فهن كاسيات بمنزلة العاريات إذا كان لا يستر لباسهن جميع أجسامهن، وقيل: أراد كاسيات من نعم الله تعالى، عاريات من الشكر، والأول أصح.

                                                                            قوله: "مائلات" قيل زائغات عن استعمال طاعة الله سبحانه وتعالى وما يلزمهن من حفظ الفروج.

                                                                            " مميلات" ، أي: يعلمن غيرهن الدخول في مثل فعلهن، كما يقال: أخبث فلان فلانا، فهو مخبث، : إذ علمه الخبث، وأدخله فيه، وقيل: مائلات: متبخترات في مشيهن، "مميلات" : يملن أكتافهن وأعطافهن.

                                                                            وقوله: "رؤوسهن كأسنمة البخت" قيل: معناه: أنهن يعظمن رؤوسهن بالخمر والعمائم حتى تشبه أسنمة البخت، وقيل: يطمحن إلى الرجال، لا يغضضن من أبصارهن، ولا ينكسن رؤوسهن . [ ص: 273 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية