الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب ثواب من عدل من الرعاة.

                                                                            قال الله سبحانه وتعالى: ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ) [ ص: 63 ] .

                                                                            قوله: ( ولا يجرمنكم ) أي: لا يحملنكم، وقال الله سبحانه وتعالى: ( إن الله يحب المقسطين ) ، والمقسط: العادل، والقسط: العدل، قال الله عز وجل: ( قل أمر ربي بالقسط ) أي: بالعدل، يقال: أقسط: إذا عدل، وقسط: إذا جار، والقاسط: الجائر، قال الله سبحانه وتعالى: ( وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا ) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " سبعة يظلهم الله في ظله: إمام عادل ".

                                                                            2470 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان ، نا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني ، نا حميد بن زنجويه ، نا ابن عباد ، نا ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عمرو بن أوس ، سمع عبد الله بن عمرو بن العاص ، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: " المقسطون عند الله على منابر من نور على [ ص: 64 ] يمين الرحمن وكلتا يديه يمين، هم الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا " .

                                                                            هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، وغيره، عن سفيان بن عيينة .

                                                                            قال أبو سليمان الخطابي : ليس فيما يضاف إلى الله عز وجل من صفة اليدين شمال؛ لأن الشمال على النقص والضعف، وقوله: "كلتا يديه يمين" هي صفة جاء بها التوقيف، فنحن نطلقها على ما جاءت، ولا نكفيها، وننتهي إلى حيث انتهى بنا الكتاب والأخبار الصحيحة، وهو مذهب السنة والجماعة.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية