الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            2554 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح ، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، نا علي بن الجعد ، أنا زهير بن معاوية ، عن الأعمش ، عن خيثمة ، عن سويد بن غفلة ، عن علي بن أبي طالب ، قال: ما حدثتكم عن رسول [ ص: 228 ] الله صلى الله عليه وسلم فوالله لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه، وما حدثتكم بيني وبينكم، فإن الحرب خدعة، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يكون في آخر الزمان أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، أو قال: حناجرهم، يقولون من قول خير البرية، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأين لقيتموهم، فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة " .

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد عن عمر بن حفص بن غياث ، عن أبيه، عن الأعمش ، وقال: " سيخرج قوم في آخر الزمان حداث الأسنان " ، وأخرجه مسلم ، عن محمد بن عبد الله بن نمير ، عن [ ص: 229 ] وكيع ، عن الأعمش ، وقال: " سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان " .

                                                                            فإن قيل: كيف منع عمر رضي الله عنه عن قتله مع قوله: " فأين لقيتموهم فاقتلوهم" ، ويروى: "لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد" ؟ قيل: إنما أباح قتلهم إذا كثروا، وامتنعوا بالسلاح، واستعرضوا الناس، ولم تكن هذه المعاني موجودة حين منع من قتلهم، وأول ما نجم ذلك في زمان علي رضي الله عنه، فقاتلهم حتى قتل كثيرا منهم.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية