الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب اتخاذ الجمة.

                                                                            3187 - أخبرنا أبو محمد الجوزجاني، أنا أبو القاسم الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب، نا أبو عيسى الترمذي، نا هناد بن السري، نا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: "كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد، وكان له شعر فوق الجمة، ودون الوفرة".

                                                                            وصح عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: "كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يأخذن من رؤوسهن حتى تكون كالوفرة".

                                                                            قال الإمام: يقال: الوفرة: الشعر إلى شحمة الأذن، والجمة: إلى المنكب، واللمة: التي ألمت بالمنكبين. [ ص: 101 ] .

                                                                            قال ابن الحنظلية رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم الرجل خريم الأسدي لولا طول جمته، وإسبال إزاره".

                                                                            فبلغ ذلك خريما، فعجل وأخذ شفرة، فقطع بها جمته إلى أذنيه، ورفع إزاره إلى أنصاف ساقيه.

                                                                            ثم هذا في حق الرجال، أما النساء: فإنهن يرسلن شعورهن لا يتخذن جمة.

                                                                            وروي عن وائل بن حجر، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، ولي شعر طويل، فلما رآني النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ذباب ذباب"، قال: فرجعت فجززته، ثم أتيته من الغد، فقال: "إني لم أعنك، وهذا أحسن".

                                                                            قيل: الذباب: الشؤم، ورجل ذبابي، مأخوذ من الذباب، وهو الشؤم.

                                                                            وروي عن ثابت، عن أنس، قال: " كانت لي ذؤابة، فقالت لي أمي: لا أجزها، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمدها ويأخذها ".

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية