الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3117 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا عبد الرحمن بن أبي شريح، أنا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، حدثني قتادة، سمعت أبا عثمان النهدي يقول: " أتانا كتاب عمر بن الخطاب، ونحن بأذربيجان مع عتبة بن فرقد: أما بعد، فاتزروا، وارتدوا، وانتعلوا، وألقوا الخفاف، وألقوا السراويلات، وعليكم بلباس أبيكم إسماعيل، وإياكم والتنعم، وزي العجم، وعليكم بالشمس، فإنها حمام العرب، وتمعددوا، واخشوشنوا، واخشوشبوا، [ ص: 47 ] واخلولقوا، واقطعوا الركب، وانزوا نزوا، وارموا الأغراض ".

                                                                            وفي رواية: "وانزوا على ظهور الخيل نزوا، واستقبلوا بوجوهكم الشمس، فإنها حمامات العرب".

                                                                            قوله: "تمعددوا" قيل: هو من الغلظ، يقال للغلام إذا شب وغلظ: تمعدد، وقيل: معناه: تشبهوا بعيش معد، وكانوا أهل غلظ وقشف، يقول: كونوا مثلهم ودعوا التنعم، وزي العجم.

                                                                            وقوله: "واخشوشنوا" أراد الخشونة في الملبس والمطعم.

                                                                            وقوله: "واخشوشبوا" بالباء فهو من الصلابة، يقال: اخشوشب الرجل: إذا كان صلبا، ويروى بالجيم من الجشب، وهو الخشونة في المطعم.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية