الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3110 - وحدثنا المطهر بن علي الفارسي، أنا محمد بن إبراهيم [ ص: 38 ] الصالحاني، أنا عبد الله بن محمد بن جعفر المعروف بأبي الشيخ، حدثني سعيد بن مسلمة التوزي، نا أبو مصعب، نا عبد العزيز بن محمد، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اعتم، سدل عمامته بين كتفيه".

                                                                            قال نافع: وكان ابن عمر يفعل ذلك.

                                                                            وقال جعفر بن عمرو بن حريث، عن أبيه، "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر، وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفيها بين كتفيه".

                                                                            وقال سليمان بن خربوذ: حدثنا شيخ من أهل المدينة، قال: سمعت عبد الرحمن بن عوف يقول: "عممني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسدلها بين يدي ومن خلفي".

                                                                            وقال محمد بن قيس: رأيت ابن عمر معتما، قد أرسلها بين يديه [ ص: 39 ] ومن خلفه، فلا أدري أيهما أطول، ورأيته مصفر لحيته، ورأيته محلل أزرار القميص، ورأيته واضعا إحدى رجليه على الأخرى وهو جالس.

                                                                            قال معمر، عن ليث، عن طاوس في الذي يلوي العمة، ولا يجعلها تحت ذقنه، قال: تلك عمة الشيطان.

                                                                            قال ابن عباس: "خرج النبي صلى الله عليه وسلم وعليه عصابة دسماء"، وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم "عصب على رأسه حاشية برد".

                                                                            وأراد بالعصابة: العمامة.

                                                                            قوله: دسماء، أي: سوداء.

                                                                            وسئل مالك: أيكره القناع؟ قال: نعم، إلا من حر، أو برد، وما علمته حراما، وليس التقنيع من لباس الذين كانوا من خيار الناس، وكنت أرى أبا النضر يقنع رأسه في الشتاء من البرد.

                                                                            قال مالك: بلغني أن سكينة بنت الحسين رأت بعض ولدها مقنعا رأسه، فقالت له: اكشف عن رأسك، فإن القناع زينة بالليل، مذلة بالنهار. [ ص: 40 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية