الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3324 - أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد البصري، نا محمد بن شاذان، نا عمرو بن حكام، أنا شعبة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دين كان على أبي، فدققت الباب، فقال: "من هذا؟" قال: قلت: أنا.

                                                                            قال عليه السلام: "أنا أنا!!" كأنه كرهه.
                                                                            [ ص: 288 ] .

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد، عن هشام بن عبد الملك، وأخرجه مسلم، عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن عبد الله بن إدريس، كلاهما عن شعبة .

                                                                            وقيل : يحتمل أن تكون كراهيته من أجل تركه الاستئذان بالسلام ، ويحتمل أن يكون من أجل أن قوله عليه السلام : " من هذا ؟ " ، كان استكشافا للإبهام ، وقوله : " أنا " لم يكن يزول به الإشكال والإبهام ، لأن المكاني تكون بيانا عند المشاهدة ، لا مع المعاينة ، فكان وجه الجواب أن يقول : أنا جابر ليقع به التعريف ، ويزول الإشكال .

                                                                            وروي عن عمر ، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مشربة له ، فقال : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليكم ، أيدخل عمر ؟ فقد جمع بين السلام والإبانة عن الاسم ، وهو كمال الاستئذان .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية