الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3378 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الخرقي، أنا أبو الحسن علي بن عبد الله الطيسفوني، أنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر الجوهري، نا أحمد بن علي الكشميهني، أنا علي بن حجر، نا إسماعيل بن جعفر، نا حميد، عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي أبا طلحة كثيرا، قال: فجاء يوما، وقد مات نغير لابنه، فوجده حزينا، فسألهم عنه، فأخبره، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أبا عمير ما فعل النغير؟" هذا حديث متفق على صحته.

                                                                            النغير : تصغير النغر ، وهو طائر صغير ، ويجمع على النغران .

                                                                            وفي هذا الحديث فوائد وأنواع من الفقه ، منها أن صيد المدينة مباح بخلاف صيد مكة ، وأنه لا بأس أن يعطى الصبي الطير ليلعب به من غير أن يعذبه ، فقد روى ثابت ، عن أنس ، في هذا الحديث " ولي أخ صغير له نغر يلعب به فمات .

                                                                            قيل في قوله : يلعب : أي يتلهى به بحبسه وإمساكه .

                                                                            وفيه إباحة السجع في الكلام ، وإباحة تصغير الأسماء ، وفيه إباحة الدعابة ما لم تكن إثما ، فقد روي عن أبي هريرة ، قال : قالوا : يا رسول الله ، إنك تداعبنا ، قال : " إني لا أقول إلا حقا " . [ ص: 348 ] .

                                                                            وفيه جواز أن يكنى الصبي ، وأنه لا يعد من باب الكذب .

                                                                            وقال أنس بن سيرين : لما ولدت انطلق بي إلى أنس بن مالك ، فسماني باسمه وكناني بكنيته .

                                                                            وعن عبد الله بن مسعود أنه كنى علقمة أبا شبل ، ولم يولد له .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية