الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب المداواة بالعود الهندي وهو القسط.

                                                                            3238 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أنا محمد بن يوسف، نا محمد بن إسماعيل، نا علي بن عبد الله، نا سفيان، قال الزهري : أخبرني عبيد الله، عن أم قيس، قالت: " دخلت بابن لي على النبي صلى الله عليه وسلم وقد أعلقت عنه من العذرة، فقال: على ما تدغرن أولادكن بهذا العلاق؟ عليكن بهذا العود الهندي، فإن فيه سبعة أشفية، منها ذات الجنب يسعط من العذرة، ويلد من ذات الجنب ".

                                                                            فسمعت الزهري يقول: بين لنا اثنين، ولم يبين لنا خمسة.

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن يحيى بن يحيى، وزهير بن حرب، وغيرهما، عن سفيان.

                                                                            وعبيد الله: هو ابن عبد الله.

                                                                            وأم قيس بنت محصن الأسدية، أسد خزيمة، وهي أخت عكاشة، وكانت من المهاجرات الأول اللاتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                                                            والإعلاق: معالجة عذرة الصبي، ورفعها بالإصبع، والدغر مثله، [ ص: 155 ] وهو غمز الحلق.

                                                                            والعذرة: وجع يهيج في الحلق من الدم، فإذا عولج منه صاحبه، يقال: عذرته، فهو معذور.

                                                                            وقوله: "أعلقت عنه"، أي: رفعت عنه العذرة بالإصبع، والعلق: الدواهي، والعلق: المنايا، والعلق: الأشغال.

                                                                            ويروى: "قد أعلقت عليه"، ومعناه أيضا: عنه.

                                                                            وقد يجيء "على" بمعنى: "عن"، قال الله تعالى: ( إذا اكتالوا على الناس يستوفون ) ، أي: عن الناس.

                                                                            والعود الهندي: هو القسط البحري.

                                                                            وروي عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " إن أمثل ما تداويتم به: الحجامة، والقسط البحري لصبيانكم من العذرة، ولا تعذبوهم بالغمز ".

                                                                            ويقال له: الكست، كما يقال: كافور وقافور، وقرأ عبد الله: وإذا السماء قشطت، بالقاف.

                                                                            والسعوط: ما يجعل في الأنف، والوجور: ما يصب في وسط الفم، وذات الجنب: هي الدبيلة، وهي قرحة قبيحة تثقب البطن، واللدود: ما يصب في أحد شقي الفم.

                                                                            قال الأصمعي: أخذ من لديدي الوادي، وهما جانباه، ومنه قيل للرجال: هو يتلدد: إذا التفت من جانبيه يمينا وشمالا، يقال: لددته، ألده: إذا سقيته ذلك. [ ص: 156 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية