الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3264 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي، أنا زاهر بن أحمد، أنا أبو إسحاق الهاشمي، أنا أبو مصعب، عن مالك، عن صيفي، مولى ابن أفلح، عن أبي السائب، مولى هشام بن زهرة، أنه قال: " دخلت على أبي سعيد الخدري بيته، فوجدته يصلي، فجلست أنتظره حتى قضى صلاته، قال: فسمعت تحريكا تحت سرير في بيته، فإذا حية، فقمت لأقتلها، فأشار إلي أن اجلس، فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار، فقال: ترى هذا البيت؟ قال: فقلت: نعم، قال: إنه كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس، فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق، قال: فكان الفتى يستأذنه بأنصاف النهار يرجع إلى أهله، فاستأذن يوما، فقال: خذ سلاحك فإني أخشى عليكقريظة، فأخذ الرجل سلاحه، ثم ذهب، فإذا هو بامرأته بين البابين، فهيأ لها الرمح ليطعنها به، وأصابته الغيرة، فقالت: اكفف عليك رمحك حتى ترى ما في بيتك، فدخل، فإذا حية عظيمة منطوية على [ ص: 194 ] فراشه، فأهوى إليها بالرمح، فانتظمها فيه، ثم خرج به، فركزه في الدار، فاضطربت الحية في رأس الرمح، وخر الفتى صريعا، فما يدرى أيهما كان أسرع موتا، الفتى، أم الحية؟ قال: فجئنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرنا ذلك له، وقلنا: ادع الله أن يحيه، قال: استغفروا لصاحبكم، ثم قال: إن بالمدينة جنا قد أسلموا، فإن رأيتم منهم شيئا، فآذنوه ثلاثة أيام، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه، فإنما هو شيطان ".

                                                                            هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم، عن أبي الطاهر، عن عبد الله بن وهب، عن مالك.

                                                                            وروي عن ابن أبي زائدة، عن ابن أبي ليلى، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: قال أبو ليلى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا ظهرت الحية في المسكن، فقولوا لها: إنا نسألك بعهد نوح، وبعهد سليمان بن داود ألا تؤذينا، فإن عادت، فاقتلوها ".

                                                                            وهذا حديث غريب، لا يعرف من حديث ثابت البناني، إلا من حديث ابن أبي ليلى. [ ص: 195 ] .

                                                                            وروي عن أبي ثعلبة الخشني يرفعه" الجن ثلاثة أصناف: صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وصنف حيات وكلاب، وصنف يحلون ويظعنون ".

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية