الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3127 - أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة الكشميهني، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث، أنا أبو الحسن محمد بن يعقوب الكسائي الباباني، أنا عبد الله بن محمود، أنا إبراهيم بن عبد الله الخلال، أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح، أخبرني أبو هانئ الخولاني، أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 55 ] لجابر: "فراش للرجل، وفراش لامرأته، والثالث للضيف، والرابع للشيطان".

                                                                            هكذا رواه ابن المبارك مرسلا، وهذا حديث صحيح، أخرجه مسلم، عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، عن ابن وهب، عن أبي هانئ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                                            قال أبو سليمان الخطابي: فيه دليل على أن المستحب في أدب السنة أن يبيت الرجل وحده على فراش، وزوجته على فراش آخر، ولو كان المستحب لهما أن يبيتا معا على فراش واحد، لكان لا يرخص له في اتخاذ فراشين لنفسه ولزوجته، وهو إنما يحسن له مذهب الاقتصاد، والاقتصاد أقل ما تدعو إليه الحاجة.

                                                                            قال الإمام: وقد روي عن سعيد بن أبي هند، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تكون إبل للشياطين، وبيوت للشياطين فأما إبل الشياطين، فقد رأيتها يخرج أحدكم بنجيبات معه قد أسمنها، فلا يعلو بعيرا منها، ويمر بأخيه قد انقطع به، فلا يحمله، وأما بيوت الشياطين، فلم أرها".

                                                                            كان سعيد يقول: لا أراها إلا هذه الأقفاص التي يستر الناس بالديباج. [ ص: 56 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية