الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب تأويل الوضوء والعبادات في النوم.

                                                                            3291 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أنا محمد بن يوسف، نا محمد بن إسماعيل، نا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، أخبرني سعيد بن المسيب ، أن أبا هريرة، قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " بينا أنا نائم رأيتني في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، فقلت: لمن هذا القصر؟ قال: لعمر.

                                                                            فذكرت غيرته، فوليت مدبرا، فبكى عمر، وقال: عليك، بأبي وأمي يا رسول الله، أغار ".


                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن حرملة بن يحيى، [ ص: 235 ] عن ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب.

                                                                            الغسل والوضوء بالماء البارد: توبة وشفاء من المرض، وخروج من الحبس، وقضاء للدين، وأمن من الخوف، غير أن الغسل أقوى من الوضوء، قال الله سبحانه لأيوب صلى الله عليه وسلم: ( هذا مغتسل بارد وشراب ) ، فلما اغتسل، خرج من المكاره.

                                                                            والغسل والوضوء بالماء المسخن هم أو مرض.

                                                                            والأذان حج، لقوله سبحانه وتعالى: ( وأذن في الناس بالحج ) ، وربما كان سلطانا في الدين وقوة.

                                                                            والصلاة في النوم استقامة الرأي في الدين والسنة إذا كانت إلى الكعبة.

                                                                            والإمامة رياسة وولاية إن استقامت قبلته، وتمت صلاته.

                                                                            والركوع توبة، لقوله عز وجل: ( وخر راكعا وأناب ) ، والسجود قربة، لقوله سبحانه وتعالى: ( واسجد واقترب ) ، فإن صلى منحرفا عن سمت القبلة شرقا أو غربا، فإنه انحراف عن السنة، فإن جعلها وراء ظهره، فهو نبذه الإسلام، لقول الله سبحانه وتعالى: ( فنبذوه وراء ظهورهم ) ، فإن رأى أنه لا يعرف القبلة فهو حيرة منه في الدين.

                                                                            ومن رأى نفسه يصلي فوق الكعبة، فلا دين له، والعياذ بالله عز وجل.

                                                                            والكعبة الإمام العادل، فمن أم الكعبة فقد أم الإمام.

                                                                            والمسجد الجامع هو السلطان.

                                                                            ومن رأى نفسه يطوف بالكعبة، أو يأتي بشيء من المناسك، فهو صلاح في دينه بقدر عمله.

                                                                            ودخول الحرم أمن، لقوله سبحانه وتعالى: ( ومن دخله كان آمنا ) . [ ص: 236 ] .

                                                                            والأضحية فك رقبة، فمن ضحى بأضحية وكان عبدا، عتق، وإن كان أسيرا نجا، أو خائفا أمن، أو مديونا قضي دينه، أو مريضا شفاه الله، أو صرورة حج.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية