الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب تحريم لبس الحرير والديباج على الرجال.

                                                                            3099 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي، أنا زاهر بن أحمد، أنا أبو إسحاق الهاشمي، أنا أبو مصعب، عن مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، " رأى حلة سيراء عند باب المسجد، فقال: يا رسول الله لو اشتريت هذه فلبستها يوم الجمعة، وللوفد إذا قدموا عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة، ثم جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم منها حلل، فأعطى عمر بن الخطاب منها حلة، فقال عمر: يا رسول الله، كسوتنيها [ ص: 29 ] وقد قلت في حلة عطارد ما قلت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لم أكسكها لتلبسها، فكساها عمر أخا له مشركا بمكة ".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد، عن عبد الله بن يوسف، وأخرجه مسلم، عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك.

                                                                            ورواه مسلم، عن شيبان بن فروخ، عن جرير بن حازم، عن نافع، عن ابن عمر، قال: "رأى عمر عطاردا التميمي يقيم بالسوق حلة سيراء". . . بهذا، وقال: فلما كان بعد ذلك، أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بحلل سيراء، فبعث إلى عمر بحلة، وبعث إلى أسامة بن زيد بحلة.

                                                                            وأعطى علي بن أبي طالب حلة، وقال: "شققها خمرا بين نسائك".

                                                                            السيراء: التي فيها خطوط، وتسمى المسير للخطوط التي فيها كالسيور، وقيل: حلة سيراء، كما قالوا: ناقة عشراء، قال أبو زيد الأنصاري: السيراء: برود يخالطها الحرير.

                                                                            وفي الحديث جواز صلة الأخ المشرك، وأن يبر معه بالمال دون الطاعة في أمر الدين، وفي الرأي والمشورة.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية