الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3209 - أخبرنا الإمام أبو علي حسين بن محمد القاضي، وأبو حامد أحمد بن عبد الله الصالحي، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، أنا [ ص: 122 ] محمد بن أحمد بن محمد بن معقل الميداني، نا محمد بن يحيى، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: " كان رجل يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مخنث، فكانوا يعدونه من غير أولي الإربة، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم يوما، وهو عند بعض نسائه، وهو ينعت امرأة، فقال: إنها إذا أقبلت، أقبلت بأربع، وإذا أدبرت، أدبرت بثمان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أرى هذا يعلم ما ههنا لا يدخل عليكم هذا، فحجبوه ".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن عبد بن حميد، عن عبد الرزاق، وأخرجاه جميعا من رواية أم سلمة، وزاد يونس، عن ابن شهاب: فكان بالبيداء يدخل كل جمعة يستطعم.

                                                                            قال أبو عبيد: قوله: تقبل بأربع، يعني أربع عكن في بطنها، فهي تقبل بهن.

                                                                            وقوله: تدبر بثمان، يعني أطراف هذه العكن الأربع، وذلك لأنها محيطة بالجنبين حتى لحقت بالمتنين من مؤخرها من [ ص: 123 ] كل جانب أربعة أطراف، فهذه ثمان، ولم يقل بثمانية وهي الأطراف، وواحدها طرف، وهو ذكر، لأن الطرف فيه غير مذكور، كقولهم: هذا الثوب سبع في ثمان، ويريد به الأشبار، ثم لم يذكرها، لأنه لم يذكر الأشبار.

                                                                            وفيه إخراج أهل الريب، وأخرج عمر رضي الله عنه أخت أبي بكر حين ناحت به.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية