الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب تشميت العاطس وكيفيته.

                                                                            3340 - أخبرنا أبو الفرج المظفر بن إسماعيل التميمي الجرجاني، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي، أنا أبو أحمد عبد الله بن عدي بن عبد الله الحافظ، نا عبد الله بن سعيد، حدثنا أسد بن موسى، نا ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " إن الله يحب العطاس، ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم، وحمد الله، كان حقا على كل مسلم سمعه أن يشمته، وأما التثاؤب، فهو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليردده ما استطاع، [ ص: 307 ] فإن أحدكم إذا قال: هاه، ضحك الشيطان منه ".

                                                                            هذا حديث صحيح، أخرجه محمد، عن عاصم بن علي، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، وقال: " كان حقا على كل مسلم سمعه، أن يقول له: يرحمك الله "، ورواه محمد بن عجلان، عن المقبري، عن أبي هريرة.

                                                                            وفيه دليل على أنه ينبغي أن يرفع صوته بالتحميد حتى يسمع من عنده حتى يستحق التشميت.

                                                                            وقوله : " حق على كل مسلم " يريد أنه من فروض الكفاية .

                                                                            قال أبو سليمان الخطابي : معنى حب العطاس وحمده وكراهية التثاؤب وذمه ، أن العطاس إنما يكون مع انفتاح المسام ، وخفة البدن ، وتيسر الحركات ، وسبب هذه الأمور تخفيف الغذاء ، والإقلال من المطعم ، والتثاؤب إنما يكون مع ثقل البدن ، وامتلائه ، وعند استرخائه للنوم ، وميله إلى الكسل ، فصار العطاس محمودا ، لأنه يعين على الطاعات ، والتثاؤب مذموما ، لأنه يثنيه عن الخيرات ، فالمحبة والكراهية تنصرف إلى الأسباب الجالبة لهما ، وإنما أضيف إلى الشيطان ، لأنه هو الذي يزين للنفس شهوتها ، فإذا قال : ها ، يعني : إذا بالغ في التثاؤب ، ضحك الشيطان فرحا بذلك ، وقيل : " ما تثاءب نبي قط " .

                                                                            والتشميت : هو الدعاء للعاطس بالخير ، يقال : شمت العاطس وسمته بالشين والسين غير المعجمة ، والشين المعجمة [ ص: 308 ] أعلى اللغتين ، والسين من السمت ، وهو القصد والهدي .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية