الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3135 - أخبرنا أبو الحسن علي بن عثمان بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني، أنا أبو سعد عبد الملك بن عثمان الواعظ، أنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن إسماعيل الهروي، أنا الحسين بن إدريس الأنصاري، نا أحمد بن عبدة الضبي، حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، عن نافع، [ ص: 63 ] عن ابن عمر، "أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من ذهب كان يجعل فصه في باطن كفه، فطرحه ذات يوم، وطرح الناس خواتيمهم، ثم اتخذ بعد ذلك خاتما من فضة كان يختم به ولا يلبسه".

                                                                            هذا حديث صحيح.

                                                                            قال رحمه الله: وقد صح عن ابن شهاب، عن أنس: "أنه رأى في يد النبي صلى الله عليه وسلم خاتما من ورق يوما واحدا، ثم إن الناس اصطنعوا الخواتيم من ورق، ولبسوها، فطرح رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتمه، فطرح الناس خواتيمهم".

                                                                            قال الإمام: طرحه خاتم الفضة حتى طرح الناس خواتيمهم مع جواز لبسه، يشبه أن يكون للخوف عليهم من الزينة والخيلاء، وقد روي عن أبي ريحانة، قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبوس الخاتم إلا لذي سلطان"، فأباحه لذي سلطان، لأنه يحتاج إليه لختم الكتب، وكره لغير ذي السلطان، لأنه يكون زينة محضة، لا لحاجة، والله أعلم. [ ص: 64 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية