الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            4302 - أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، أنا حاجب بن أحمد الطوسي ، نا محمد بن يحيى ، نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، حدثني أبي ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة ، والأعرج ، عن أبي هريرة ، قال: استب رجلان: رجل من اليهود، ورجل من المسلمين، فقال المسلم: والذي اصطفى محمدا على العالمين، قال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين، قال: فرفع المسلم يده عند ذلك، فلطم وجه اليهودي، فذهب اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تخيروني على موسى ، فإن الناس يصعقون، فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق، فأفاق قبلي، أم كان فيمن استثنى الله تعالى " .

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد ، عن يحيى بن قزعة ، [ ص: 107 ] عن إبراهيم بن سعد ، وأخرجه مسلم ، عن زهير بن حرب ، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد .

                                                                            ورواه عبد الله بن الفضل الهاشمي ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، وقال: " لا تفضلوا بين أنبياء الله "، وقال: " فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور أم بعث قبلي، ولا أقول: إن أحدا أفضل من يونس بن متى ".

                                                                            قوله: " صعق " الرجل يصعق: إذا أصابه فزع، فأغمي عليه.

                                                                            وقوله: " باطش بجانب العرش " ، أي: قابض عليه بيده.

                                                                            وقوله: " أم كان فيمن استثنى الله تعالى " ، يريد قوله سبحانه وتعالى: ( فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ) .

                                                                            قوله: " أم حوسب بصعقة الطور "، أي: عوفي من الصعق مع الناس لما كان من صعقة الطور ، كما أخبر الله تعالى: ( وخر موسى صعقا ) .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية