الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            4372 - أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، أنا حاجب بن أحمد الطوسي ، نا محمد بن يحيى ، نا يزيد بن هارون ، أنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يقول الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

                                                                            واقرؤوا إن شئتم: ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء [ ص: 210 ] بما كانوا يعملون ) ، وإن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، واقرؤوا إن شئتم: ( وظل ممدود ) ، ولموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما عليها، واقرؤوا إن شئتم: ( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) "


                                                                            هذا حديث صحيح.

                                                                            قوله: ( قرة أعين ) ، يقال: أقر الله عينه، معناه: أبرد الله دمعته، لأن دمعة الفرح باردة، قاله الأصمعي ، وقال غيره: معناه: بلغك الله أمنيتك حتى ترضى به نفسك، وتقر به عينك، فلا تستشرف إلى غيره.

                                                                            قوله: ( وظل ممدود ) ، هو الدائم الذي لا تنسخه الشمس، والجنة كلها ظل.

                                                                            قوله سبحانه وتعالى: ( زحزح عن النار ) ، أي: نحي وأزيل عنها، ومنه قوله عز وجل: ( وما هو بمزحزحه من العذاب ) ، أي: بمبعد ومنجيه.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية