الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            4312 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله [ ص: 123 ] النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، نا محمد بن إسماعيل ، نا محمد بن كثير ، أنا سفيان ، نا المغيرة بن النعمان ، حدثني سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: " إنكم محشورون حفاة عراة غرلا.

                                                                            ثم قرأ: ( كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين ) .

                                                                            وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم ، وإن ناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: أصيحابي، أصيحابي. فيقول: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم.

                                                                            فأقول كما قال العبد الصالح: ( وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم ) إلى قوله ( العزيز الحكيم ) "
                                                                            .

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم ، عن محمد بن مثنى ، وغيره، عن محمد بن جعفر ، عن شعبة ، عن المغيرة .

                                                                            والغرل: جمع أغرل، وهو الأغلف.

                                                                            وقوله: " لم يزالوا [ ص: 124 ] مرتدين " ، لم يرد به الردة عن الإسلام، إنما معناه التخلف عن بعض الحقوق الواجبة، والتأخر عنها، ولذلك قيد بقوله: " على أعقابهم " ، ولم يرتد أحد بحمد الله من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، إنما ارتد قوم من جفاة العرب.

                                                                            وقوله: " أصيحابي " ، إنما صغر ليدل على قلة عددهم.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية