الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب رؤية الله عز وجل في الجنة ورضاه عنهم.

                                                                            قال الله سبحانه وتعالى: ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) ، قوله: ناضرة، أي: ناعمة بالنظر إلى ربها.

                                                                            وقال الله سبحانه وتعالى: ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) ، الحسنى: الجنة، والزيادة: رؤية الله تعالى.

                                                                            وسئل مالك عن قوله: ( إلى ربها ناظرة ) ، فقيل: قوم يقولون إلى ثوابه؟ فقال مالك : كذبوا فأين هم عن قوله تعالى: ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) ، قال مالك : [ ص: 230 ] الناس ينظرون إلى الله يوم القيامة بأعينهم، وقال: لو لم ير المؤمنون ربهم يوم القيامة، لم يعير الله الكفار بالحجاب، فقال: ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) ، وقال سبحانه وتعالى: ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ) .

                                                                            وقال جرير : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته " .

                                                                            4393 - أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن العباس الحميدي ، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، إملاء، نا أبو بكر محمد بن إسحاق الصغاني ، نا الأسود بن عامر ، نا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن صهيب ، قال " قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) ، قال: إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، نادى مناد: يا أهل الجنة، إن لكم عند الله موعدا، يشتهي أن ينجزكموه، قالوا: ما هذا الموعود؟ ألم يثقل موازيننا، وينضر وجوهنا، [ ص: 231 ] ويدخلنا الجنة، ويجرنا من النار؟ قال: فرفع الحجاب، فينظرون إلى وجه الله عز وجل، قال: فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إليه "

                                                                            هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن يزيد بن هارون ، عن حماد بن سلمة .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية