الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            4306 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، نا محمد بن إسماعيل ، نا يحيى بن بكير ، نا الليث ، عن خالد هو ابن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، " قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة، يتكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر، نزلا لأهل الجنة، فأتى رجل من اليهود، فقال: بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم ، ألا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة؟ قال: بلى. [ ص: 114 ] .

                                                                            قال: تكون الأرض خبزة واحدة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلينا، ثم ضحك حتى بدت نواجذه، ثم قال: ألا أخبرك بإدامهم، قال: إدامهم بالام ونون.

                                                                            قال: ما هذا؟ قال: ثور ونون يأكل من زائدة كبدهما سبعون ألفا "
                                                                            .

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم ، عن عبد الملك بن شعيب بن الليث ، عن أبيه، عن جده، عن خالد بن يزيد .

                                                                            قوله: " كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر " ، يريد: الملة التي يصنعها السفر، فإنها لا تدحى كالرقاقة، وإنما تقلب على الأيدي حتى تستوي.

                                                                            قوله: " بالام " ، ذكر الخطابي ، قال: لعله هجاء وهي ي ل، وكان المخبر يهوديا، فقلبه وهو في الحقيقة لام يا، هجاء لأي، وهو الثور الوحشي، أو لعله لغة بالعبراني، فإن العبراني لغة مصحفة من العربية حتى قيل: إن العبراني، هو العرباني، فقدموا الباء وأخروا الراء.

                                                                            قلت: وهذا لفظ مشكل، والاعتراض في مثل هذا على غير ثقة تكلف. [ ص: 115 ] .

                                                                            باب

                                                                            قال الله سبحانه وتعالى: ( إذا الشمس كورت ) السورة . وقوله: ( وإذا السماء كشطت ) ، أي: قلعت كما يقلع السقف، يقال: كشطت الجل عن ظهر الفرس، وقشطته: إذا كشفته، وقال: ( فإذا برق البصر ) ، أي: حار للفزع، والبرق: الدهش والحيرة، روي عن ابن عباس : لكل داخل برقة، أي: دهشة، ومن فتح الراء، فهو من بريق العين وهو تلألؤه.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية