الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            4348 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أبو الطيب الربيع بن محمد بن أحمد بن حاتم البزاز الطوسي ، أنا أحمد بن محمد بن الحسن ، أن محمد بن يحيى حدثهم ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا خلص المؤمنون من النار وأمنوا، فما مجادلة أحدكم لصاحبه في الحق يكون له في الدنيا، بأشد مجادلة من المؤمنين لربهم في إخوانهم الذين أدخلوا النار" ، قال: " يقولون: ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا، ويصومون معنا، ويحجون معنا، فأدخلتهم النار "، قال: " فيقول: اذهبوا، فأخرجوا من عرفتم منهم.

                                                                            فيأتونهم فيعرفونهم بصورهم، لا تأكل النار صورهم، فمنهم من أخذته النار إلى أنصاف ساقيه، ومنهم من أخذته إلى كعبيه، فيخرجونهم، فيقولون: ربنا قد أخرجنا من أمرتنا ".

                                                                            قال: " ثم يقول: أخرجوا من كان في قلبه وزن دينار من الإيمان، ثم من كان في قلبه مثقال ذرة " .

                                                                            قال أبو سعيد : فمن لم يصدق بهذا، فليقرأ هذه الآية: ( إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ) [ ص: 182 ] .

                                                                            قال: " فيقولون: ربنا قد أخرجنا من أمرتنا، فلم يبق في النار أحد فيه خير "، ثم يقول الله عز وجل: "شفعت الملائكة، وشفعت الأنبياء، وشفع المؤمنون، وبقي أرحم الراحمين " ، قال: "فيقبض قبضة من النار" ، أو قال: " قبضتين، ناسا لم يعملوا لله خيرا قط، قد احترقوا حتى صاروا حمما، فيؤتى بهم إلى ماء، يقال له: ماء الحياة، فيصب عليهم، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل "، قال: " فتخرج أجسادهم مثل اللؤلؤ في أعناقهم الخاتم: عتقاء الله، فيقال لهم: ادخلوا الجنة، فما تمنيتم، أو رأيتم من شيء، فهو لكم "، قال: " فيقولون: ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين "، قال: " فيقول: رضاي عنكم، فلا أسخط عليكم أبدا "
                                                                            .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية