الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            4222 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، نا محمد بن إسماعيل ، نا محمد بن المثنى ، نا الوليد بن مسلم ، نا ابن جابر ، حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي ، أنه سمع أبا إدريس الخولاني ، أنه سمع حذيفة بن اليمان ، يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد الخير من شر؟ قال: نعم" .

                                                                            قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال "نعم، وفيه دخن " .

                                                                            قال: قلت: وما دخنه؟ قال: "قوم يهدون بغير هدي، تعرف منهم وتنكر".

                                                                            فقلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: "نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها، قذفوه فيها" .

                                                                            قلت: يا رسول الله، صفهم لنا.

                                                                            قال: "هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا" .

                                                                            قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم" .

                                                                            قلت: فإن لم يكن جماعة ولا إمام.

                                                                            قال: "فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك "
                                                                            . [ ص: 15 ] .

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم أيضا، عن محمد بن مثنى .

                                                                            وابن جابر : هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر .

                                                                            قوله: "وفيه دخن" ، أي: لا يكون الخير محضا، بل فيه كدر وظلمة، وأصل الدخن: أن يكون في لون الدابة كدورة إلى سواد.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية