الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            4229 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، نا محمد بن إسماعيل ، حدثنا أبو اليمان ، نا شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن أبا هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ستكون فتن: القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرف لها تستشرفه، فمن وجد ملجأ أو معاذا ، فليعذ به " .

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، وأخرجه مسلم ، عن عمرو الناقد ، وغيره، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه، عن صالح ، عن ابن شهاب ، عن ابن المسيب ، وأبي سلمة [ ص: 23 ] قوله: "من تشرف لها تستشرفه" ، أي: من طلع لها بشخصه، طالعته، يقال: استشرفت الشيء: إذا رفعت رأسك ونظرت إليه.

                                                                            وقال رجل لابن عمر في فتنة ابن الزبير : إن الناس قد صنعوا وأنت ابن عمر ، وصاحب النبي صلى الله عليه وسلم ، فما يمنعك أن تخرج؟ قال: يمنعني أن الله حرم دم أخي، قال: ألم يقل الله: ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ) ، قال: لأن أغتر بهذه الآية ولا أقاتل، أحب إلي من أن أغتر بالآية التي تقول: ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا ) ، قال: ألم يقل الله: ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ) ، قال: قاتلنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لم تكن فتنة، وكان الدين لله، وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة، ويكون الدين لغير الله.

                                                                            وقال سعيد بن جبير : خرج علينا ابن عمر ، فقال رجل: كيف ترى في قتال الفتنة؟ والله يقول: ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ) ، قال: هل تدري ما الفتنة؟ إنما كان محمد يقاتل المشركين، وكان الدخول في دينهم فتنة، وليس بقتالكم على الملك.

                                                                            وروي أن رجالا من أهل بدر لما قتل عثمان ، لزموا بيوتهم، فما خرجوا منها إلا إلى قبورهم.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية