الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            4314 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، نا محمد بن إسماعيل ، نا معلى بن أسد ، [ ص: 125 ] نا وهيب ، عن ابن طاوس ، عن أبيه، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: " يحشر الناس على ثلاث طرائق: راغبين راهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، وتحشر بقيتهم النار، تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا " .

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم ، عن زهير بن حرب ، عن أحمد بن إسحاق ، عن وهيب ، عن عبد الله بن طاوس .

                                                                            قيل: قوله: " يحشر الناس على ثلاث طرائق " ، هذا الحشر قبل قيام الساعة، إنما يكون إلى الشام أحياء، فأما الحشر بعد البعث من القبور على خلاف هذه الصفة من ركوب الإبل والمعاقبة عليها، إنما هو كما أخبر أنهم يبعثون حفاة عراة.

                                                                            وقيل: هذا في البعث دون الحشر.

                                                                            وقوله: " على بعير " ، يريد أنهم يعتقبون البعير الواحد، يركب بعضهم والباقون عقبا.

                                                                            ويروى عن بهز بن حكيم ، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، [ ص: 126 ] يقول: " إنكم محشورون رجالا وركبانا، وتجرون على وجوهكم " .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية