الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            4224 - أنا أبو طيب طاهر بن محمد بن العلاء البغوي ، نا أبو معمر المفضل بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي ، نا جدي أبو بكر بن إبراهيم الإسماعيلي ، أنا أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي ، نا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي ، نا بشر بن بكر ، وعمرو بن عبد الواحد ، قالا: نا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، حدثني أبو عبد السلام ، عن ثوبان ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها" .

                                                                            قال قائل: يا رسول الله، ومن قلة يومئذ؟ قال: "لا، بل أنتم كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، ولتعرفن في قلوبكم الوهن " .

                                                                            قال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: "حب الدنيا، وكراهية الموت "
                                                                            .

                                                                            والغثاء: ما يبس من النبت، فحمله الماء، فألقاه في الجوانب، يقال: غثا السيل المرتع: إذا جمع بعضه على بعض، وأذهب حلاوته، وقوله [ ص: 17 ] سبحانه وتعالى: ( فجعله غثاء أحوى ) ، أي: جعله غثاء بعد أن كان أحوى، وهو الذي اشتدت خضرته، وقوله سبحانه وتعالى: ( فجعلناهم غثاء ) ، أي: أهلكناهم فذهبنا بهم، كما يذهب السيل بالغثاء.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية