الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            4387 - أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري ، أنا جدي عبد الصمد بن عبد الرحمن البزاز ، أنا محمد بن زكريا العذافري ، أنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن رجل، عن ثوبان، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن يهوديا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا محمد ، أسألك فتخبرني؟ قال: فركضه ثوبان برجله، فقال: قل: يا رسول الله.

                                                                            قال: لا أدعوه إلا بما سماه أهله.

                                                                            قال له النبي صلى الله عليه وسلم : "وهل ينفعك ذلك شيئا؟ " قال: أسمع بأذني، وأبصر بعيني.

                                                                            قال: فنكت النبي صلى الله عليه وسلم في الأرض ساعة، ثم قال: " سل " .

                                                                            قال: أرأيت قوله: ( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ) ، فأين الناس يومئذ؟ قال: " في الظلمة دون الجسر " ، قال: فمن أول من يجيز؟ قال: " فقراء المهاجرين " ، قال: فما [ ص: 225 ] نزلهم أول من يدخلونها؟ قال: " كبد الحوت " ، قال: فما طعامهم على أثر ذلك؟ قال: " كبد الثور " ، قال: فما شرابهم على أثر ذلك؟ قال: " السلسبيل " . قال: صدقت.

                                                                            قال: " أفلا أسألك عن شيء لا يعلمه إلا نبي، أو رجل، أو اثنان؟ " قال: وما هو؟ قال: " عن شبه الولد " ، قال: " ماء الرجل بيضاء غليظة، وماء المرأة صفراء رقيقة، فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرا بإذن الله، ومن قبل ذلك الشبه، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل آنثا بإذن الله، ومن قبل ذلك الشبه " .

                                                                            قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده، ما كان عندي في شيء مما سألتني عنه علم حتى أنبأنيه الله في مجلسي هذا "
                                                                            .

                                                                            هكذا رواه معمر ، والحديث صحيح، أخرجه مسلم ، عن الحسن بن علي الحلواني ، عن الربيع بن نافع ، عن معاوية بن سلام ، عن أخيه زيد بن سلام ، عن أبي سلام ، عن أبي أسماء الرحبي ، عن ثوبان . [ ص: 226 ] .

                                                                            قلت: قوله: "ماء الرجل بيضاء، وماء المرأة صفراء" ، فلعل التأنيث ينصرف إلى النطفة.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية