الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب الحساب والقصاص.

                                                                            قال الله سبحانه وتعالى: ( مالك يوم الدين ) ، يعني: يوم الحساب، وقيل: يوم الجزاء.

                                                                            قال الله سبحانه وتعالى: ( يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ) ، أي: الجزاء.

                                                                            وقوله عز وجل: ( وإن الدين لواقع ) ، أي: الجزاء.

                                                                            وقيل: الدين: الحكم ، قال الله سبحانه وتعالى: ( ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ) ، أي: في حكمه.

                                                                            وقيل: الدين: الطاعة، قال الله سبحانه وتعالى: ( وله الدين واصبا ) ، أي: الطاعة.

                                                                            قال الله تعالى: ( مخلصين له الدين ) ، وقوله سبحانه وتعالى: ( ألا لله الدين الخالص ) ، أي: التوحيد، والدين: اسم لجميع ما تعبد الله به خلقه.

                                                                            وقال الله سبحانه وتعالى: ( إن الله سريع الحساب ) ، أي: حسابه واقع لا محالة، وكل ما هو واقع لا محالة، فهو سريع، وقيل: سرعة حسابه أنه لا يشغله حساب واحد عن حساب الآخر، ولا يشغله سمع [ ص: 131 ] عن سمع، فهو أسرع الحاسبين.

                                                                            وقوله: ( سوء الحساب ) ، قيل: هو أن لا تقبل لهم حسنة، ولا تغفر لهم سيئة.

                                                                            وقوله سبحانه وتعالى: ( فلا يخاف ظلما ولا هضما ) ، أي: نقصا، يقول: لا يخاف أن يظلم بأن يحمل ذنب غيره، ولا يهتضم، فينقص من حسناته، يقال: هذا داء يهضم الطعام، أي: ينقص ثقله.

                                                                            وقال سبحانه وتعالى: ( فسوف يحاسب حسابا يسيرا ) ، وقال سبحانه وتعالى: ( كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) ، أي: محاسبا.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية