الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            4266 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي ، أنا زاهر بن أحمد ، أنا أبو إسحاق الهاشمي ، أنا أبو مصعب ، عن مالك ، عن نافع ، عن عبد الله بن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: " رأيتني الليلة عند الكعبة، فرأيت رجلا آدم كأحسن ما أنت راء من آدم الرجال، له لمة كأحسن ما أنت راء من اللمم قد رجلها، فهي تقطر ماء متكئا على رجلين، أو على عواتق رجلين، يطوف بالبيت، فسألت: من هذا؟ " فقالوا: هذا المسيح ابن مريم، قال: " ثم إذا أنا برجل جعد قطط أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية، فسألت: من هذا؟ " قالوا: هذا المسيح الدجال.

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد ، عن عبد الله بن مسلمة ، عن مالك ، وأخرجه مسلم ، عن محمد بن إسحاق المسيبي ، عن أنس بن عياض ، عن موسى بن عقبة ، عن نافع ، وقال في الدجال: ورأيت [ ص: 64 ] وراءه رجلا جعدا قططا أعور عين اليمنى، كأشبه من رأيت من الناس بابن قطن، واضعا يديه على منكبي رجلين يطوف بالبيت.

                                                                            قلت: بعض الناس يقولون للدجال: مسيح بكسر الميم وتشديد السين على وزن فعيل، وليس بشيء، بل هما في اللفظ واحد، وسمي عيسى عليه السلام مسيحا، لأنه كان يمسح الأرض، أي: يقطعها، وقيل: لأنه كان لا يمسح ذا عاهة إلا برأ، وقال أبو عبيد : المسيح أصله بالعبرانية مشيحا، فعرب كما عرب موسى .

                                                                            وأما الدجال، فسمي مسيحا، لأنه ممسوح إحدى العينين، والمسيح الأعور وبه سمي الدجال.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية