الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3344 - أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، نا محمد بن إسماعيل ، نا سعيد بن أبي مريم ، نا محمد بن مطرف ، حدثني أبو حازم ، عن سهل بن سعد ، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إني فرطكم على الحوض، من مر علي شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا، ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم " .

                                                                            قال أبو حازم : فسمعني النعمان بن عياش ، فقال: هكذا سمعت من سهل ؟ فقلت: نعم.

                                                                            فقال: أشهد على أبي سعيد لسمعته، وهو يزيد فيها، " فأقول: إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقا سحقا، لمن غير بعدي ".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم ، عن قتيبة بن سعيد ، عن يعقوب بن عبد الرحمن القاري ، عن أبي حازم .

                                                                            قوله: " إني فرطكم " ، يقول: أنا أتقدمكم إلى الحوض، يقال: [ ص: 172 ] فرطت القوم: إذا تقدمتهم لترتاد لهم الماء، وتهيئ الدلاء والرشاء.

                                                                            وقوله: " سحقا "، أي: بعدا، كما قال الله سبحانه وتعالى: ( فسحقا لأصحاب السعير ) ، أي: بعدا باعدهم الله من رحمته، والسحيق: البعيد، ومنه قوله سبحانه وتعالى: ( في مكان سحيق ) .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية