الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب قول الله عز وجل: ( وما أمر الساعة إلا كلمح البصر ) وأن من مات، فقد قامت قيامته.

                                                                            وقال جل ذكره: ( وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا ) .

                                                                            وقال سبحانه وتعالى: ( ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة ) ، أي: خفيت، وإذا خفي عليك الشيء، فقد ثقل.

                                                                            وقوله سبحانه وتعالى: ( يسألونك كأنك حفي عنها ) ، أي: عالم بها، قال مجاهد : أراد كأنك استحفيت عنها السؤال حتى علمتها، أي: أكثرت المسألة عنها، يقال: أحفى في السؤال، وألحف، تقول العرب: فلان حفي بخبر فلان، إذا كان معنيا بالسؤال عنه.

                                                                            وقال جل ذكره: ( أزفت الآزفة ) ، [ ص: 98 ] أي: اقتربت الساعة، ودنت القيامة، يقال: أزف الشيء: إذا دنا، ويقال للقيامة: آزفة، لأنها لا محالة آتية، وما كان آتيا، وإن بعد وقته، فهو قريب.

                                                                            وقال جل ذكره: ( تأخذهم وهم يخصمون ) ، أي: يختصمون في أمر الدنيا، وفي متصرفاتهم فيها.

                                                                            4294 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، نا محمد بن إسماعيل ، نا أحمد بن المقدام ، حدثنا فضيل بن سليمان ، نا أبو حازم ، نا سهل بن سعد ، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بإصبعيه هكذا بالوسطى والتي تلي الإبهام: " بعثت والساعة كهاتين " .

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم ، عن قتيبة ، عن يعقوب بن عبد الرحمن ، عن أبي حازم .

                                                                            وقيل في تفسيره: كفضل إحداهما على الأخرى، يريد: ما بيني وبين الساعة من مستقبل الزمان، بالإضافة إلى ما مضى، مقدار فضل الوسطى على السبابة.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية