الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            4330 - أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري ، أنا جدي أبو سهل عبد الصمد بن عبد الرحمن البزاز ، أخبرنا أبو بكر محمد بن زكريا العذافري ، أنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن بهز بن حكيم بن معاوية ، عن أبيه، عن جده، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت: والله ما جئتك حتى حلفت بعدد أصابعي ألا أتبعك، ولا أتبع دينك، وإني أتيت أمرا لا أعقل شيئا إلا ما علمني الله ورسوله، وإني أسألك بالله بما بعثك إلينا ربنا؟ قال: اجلس، ثم قال: "بالإسلام ".

                                                                            فقلت: ما آية الإسلام؟ قال: "تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتفارق الشرك، وإن كل مسلم على مسلم محرم، أخوان نصيران، لا يقبل الله من مشرك أشرك بعد إسلامه عملا، وإن ربي داعي وسائلي هل بلغت عباده، فليبلغ شاهدكم غائبكم، وإنكم تدعون مفدم على أفواهكم بالفدام، فأول ما يسأل عن أحدكم فخذه وكفه " .

                                                                            قال: قلت: يا رسول الله، هذا ديننا؟ قال: [ ص: 151 ] "نعم، وأينما تحسن يكفك، وإنكم تحشرون على وجوهكم، وعلى أقدامكم، وركبانا "
                                                                            .

                                                                            هذا حديث حسن.

                                                                            والفدام: مصفاة الكوز والإبريق، معناه: أنهم منعوا الكلام بالأفواه حتى تكلم أفخاذهم، فشبه ذلك بالفدام الذي يجعل على الإبريق، ويروى: " كل مسلم عن مسلم محرم " ، يقال: إنه محرم عنك، أي: يحرم أذاك عليه.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية