الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          2842 - (د ت ق) : صالح بن نبهان ، مولى التوأمة بنت أمية بن خلف الجمحي ، أبو محمد المدني ، وهو صالح بن أبي صالح .

                                                                          وقال أبو زرعة الرازي : هو صالح بن صالح بن نبهان ، وكنيته نبهان أبو صالح ، ويقال : إن التوأمة كانت معها أخت لها في بطن واحد ، فسميت هذه التوأمة ، وسميت تلك باسم آخر .

                                                                          روى عن : أنس بن مالك ، وزيد بن خالد الجهني ، وعبد الله بن [ ص: 100 ] عباس ( ت ق ) ، وعبد الرحمن بن أبي عمرة ، وعدي بن دينار ، وأبي الدرداء ، وأبي قتادة الأنصاري ، وأبي هريرة (د ت ق ) ، وعائشة أم المؤمنين .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي ، وأحمد بن خازم المعافري ، وأسيد بن أبي أسيد ، وخالد بن إلياس (ت ) ، وداود بن قيس الفراء ، وزياد بن سعد ، وسعيد بن أبي أيوب ، وسفيان الثوري (ت ) ، وسفيان بن عيينة ، وأبو أيوب عبد الله بن علي الإفريقي ، وعبد الرحمن بن أبي الزناد ، وعبد الملك بن جريج ، وعمارة بن غزية ، وعمر بن صالح المدني ، وابنه محمد بن صالح مولى التوأمة ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب (د تم ق ) ، ومحمد بن عمار بن حفص بن عمر بن سعد القرظ المؤذن (ت ) ، وموسى بن عقبة (ت ق ) .

                                                                          قال ذؤيب بن غمامة السهمي : سألت سفيان بن عيينة : هل سمعت من صالح مولى التوأمة ، فقال : نعم هكذا ، وهكذا ، وهكذا ، وأشار بيديه ، وسمعت منه ولعابه يسيل من الكبر ، وما علمت أحدا من أصحابنا يحدث عنه ، لا مالك ولا غيره .

                                                                          وقال الحميدي ، عن سفيان بن عيينة : لقيت صالحا مولى التوأمة سنة خمس ، أو ست وعشرين ومائة ، أو نحوها ، وقد تغير ، ولقيه الثوري بعدي فجعلت أقول له : أسمعت ملأ ابن عباس ، أسمعت من [ ص: 101 ] أبي هريرة ، أسمعت من فلان ، ولا يجيبني بها فقال شيخ عنده : إن الشيخ قد كبر .

                                                                          وقال إبراهيم بن محمد بن عرعرة عن سفيان بن عيينة : لقيته وهو مختلط .

                                                                          وقال أبو حاتم السجستاني ، عن الأصمعي ، كان شعبة لا يحدث عن صالح مولى التوأمة ، وينهى عنه .

                                                                          وقال أبو بكر بن خلاد الباهلي ، عن يحيى بن سعيد القطان : سألت مالكا عن صالح مولى التوأمة ، فقال : لم يكن من القراء .

                                                                          وقال عمرو بن علي : سألت يحيى بن سعيد عنه ، فقال : لم يكن بثقة .

                                                                          وقال محمد بن المثنى وغيره عن بشر بن عمر : سألت مالكا عن صالح مولى التوأمة ، فقال : ليس بثقة .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قلت لأبي : إن عباسا العنبري حدثنا عن بشر بن عمر قال : سألت مالكا عن صالح مولى التوأمة ، فقال : ليس بثقة ، فقال أبي : كان مالك قد أدركه وقد اختلط وهو كبير ، من سمع منه قديما فذاك ، وقد روى عنه أكابر أهل المدينة ، وهو صالح الحديث ، ما أعلم به بأسا .

                                                                          [ ص: 102 ] قال عبد الله : وسألت يحيى بن معين عنه . فقال : ليس بقوي في الحديث .

                                                                          قلت حدث عنه أبو بكر بن عياش ؟ قال : لا ، ذاك رجل آخر .

                                                                          وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم : سمعت يحيى بن معين يقول : صالح مولى التوأمة ، ثقة ، حجة .

                                                                          قلت له : إن مالكا ترك السماع منه .

                                                                          فقال : إن مالكا إنما أدركه بعد أن كبر وخرف ، وسفيان الثوري إنما أدركه بعد أن خرف ، فسمع منه سفيان أحاديث منكرات ، وذلك بعدما خرف .

                                                                          ولكن ابن أبي ذئب سمع منه قبل أن يخرف .

                                                                          وقال عباس الدوري ، وعثمان بن سعيد الدارمي عن ، يحيى بن معين : ثقة .

                                                                          زاد عباس : وقد كان خرف قبل أن يموت ، فمن سمع منه قبل أن يختلط فهو ثبت .

                                                                          وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : تغير أخيرا ، فحديث ابن أبي ذئب عنه مقبول لسنه وسماعه القديم عنه ، وأما الثوري فجالسه بعد التغير .

                                                                          وقال أبو زرعة : ضعيف .

                                                                          [ ص: 103 ] وقال أبو حاتم : ليس بقوي .

                                                                          وقال النسائي : ضعيف .

                                                                          وقال في موضع آخر : ليس بثقة ، قاله مالك .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : لا بأس به ، إذا سمعوا منه قديما مثل ابن أبي ذئب ، وابن جريج ، وزياد بن سعد ، وغيرهم .

                                                                          ومن سمع منه بأخرة . وهو مختلط مثل مالك والثوري ، وغيرهما . وحديثه الذي حدث به قبل الاختلاط ، لا أعرف له حديثا منكرا ، إذا روى عنه ثقة ، وإنما البلاء ممن دون ابن أبي ذئب ، فيكون ضعيفا ، فيروي عنه ، ولا يكون البلاء من قبله ، وصالح لا بأس به وبرواياته وحديثه .

                                                                          [ ص: 104 ] قال أبو بكر بن أبي عاصم : مات سنة خمس وعشرين ومائة .

                                                                          روى له أبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية